بعد 100 يوم من الصمت التهديفي المؤلم، كسر نيمار دا سيلفا أخيراً حاجز اليأس ليسجل هدفاً قد يغير مصير نادي سانتوس العريق. في مشهد مؤثر يحبس الأنفاس، شاهد العالم نجماً كان يلعب إلى جانب ميسي وإمباپي في باريس، وهو الآن يكافح لإنقاذ ناديه من شبح الهبوط للدرجة الثانية. مع بقاء 8 مباريات فقط قبل نهاية الموسم، تتجه كل الأنظار نحو هذه العودة التي قد تعيد رسم خريطة مستقبل البرازيل في كأس العالم 2026.
في الدقيقة الرابعة من مواجهة ميراسول، تلقى نيمار تمريرة ذهبية من لاوتارو دياز، ليواجه الحارس في لحظة انتظرها 90 دقيقة كاملة. "هناك يجب أن تتحلّى بهدوء يفوق هدوء الطبيب أثناء إجراء جراحة"، هكذا وصف نيمار لحظة التسجيل التي أعادت الروح لجماهير سانتوس المعذبة. مارسيلو سانتوس، المشجع البالغ 45 عاماً، لم يستطع كتم دموعه وهو يشاهد نجمه ينهض من جديد، لكن فرحته تبددت في الدقيقة 60 عندما تعادل رينارد من ركلة جزاء، تاركاً النادي في المركز 16 الخطير بفارق نقطة واحدة فقط عن مراكز الهبوط.
هذا الهدف يأتي بعد انتظار دام منذ 5 أغسطس 2025، عندما سجل نيمار آخر أهدافه في ثنائية ضد يوفينتودي. كما يشبه طائر الفينيق الذي ينهض من الرماد، لكن الرماد هذه المرة هو خطر حقيقي يهدد نادي بيليه الأسطوري. كارلو أنشيلوتي، المدرب الإيطالي للمنتخب البرازيلي، يراقب الوضع بحذر شديد، مؤكداً أن قرار استدعاء نيمار لكأس العالم سيعتمد على حالته البدنية والفنية بعد نهاية الموسم. "الوقت لا يزال مبكراً"، هذه كلمات أنشيلوتي التي تحمل بين طياتها أملاً وخوفاً في آن واحد.
بينما تنتظر ملايين القلوب البرازيلية إجابة على السؤال الأكبر: هل سينجح نيمار في إنقاذ سانتوس من كابوس الهبوط؟ تشهد الشوارع البرازيلية عودة الاهتمام بالدوري المحلي بعد سنوات من التركيز على الدوريات الأوروبية. 8 مباريات حاسمة تنتظر نيمار وسانتوس، في سباق مع الزمن قد يحدد مصير أسطورة كرة القدم البرازيلية. الجماهير تتطلع بشوق وخوف، والخبراء منقسمون بين التفاؤل الحذر والواقعية المريرة، بينما تحوم أشباح الإصابات والضغوط النفسية حول النجم البرازيلي في معركته ضد الزمن والظروف.
مع تصاعد التوقعات وتزايد الضغوط، تبقى الأسئلة الكبرى معلقة في الهواء: هل ستكون هذه بداية العودة الكبرى التي تقود نيمار لكأس العالم الأخيرة في مسيرته، أم الفصل الأخير في قصة سقوط نجم أضاء سماء كرة القدم لعقد كامل؟ الإجابة تكمن في الأسابيع المقبلة، حيث كل مباراة قد تكون الفاصلة بين الخلاص والسقوط، بين الحلم والكابوس.