في تطور دبلوماسي صاعق هز أروقة واشنطن، استطاع الأمير محمد بن سلمان تحقيق ما فشل فيه دبلوماسيون لسنوات - إقناع الرئيس الأمريكي بالتدخل العاجل في السودان خلال 30 دقيقة فقط. بينما استمرت الحرب الأهلية الوحشية لأكثر من عامين ونصف دون اهتمام أمريكي يُذكر، اعترف ترامب علناً أنه "لم يسمع الكثير عن الصراع" قبل هذا اللقاء المصيري الذي غيّر كل شيء.
خلال مؤتمر استثماري أمريكي-سعودي في قلب العاصمة الأمريكية، كشف ترامب تفاصيل مذهلة عن حواره مع ولي العهد السعودي. "اعتقدت أنه أمرٌ جنوني وخارج عن السيطرة" - هكذا وصف الرئيس الأمريكي انطباعه الأول عن الأزمة السودانية، قبل أن يضيف بنبرة مختلفة تماماً: "لكنني أرى مدى أهمية ذلك لك... السودان - سنبدأ العمل فيه". مسؤول أمريكي حضر الاجتماع كشف لاحقاً: "لم أر ترامب يغير رأيه بهذه السرعة من قبل، كان الأمر كالسحر."
السر يكمن في عبقرية الطرح السعودي الذي ربط الأزمة السودانية بالأمن القومي للمملكة والمصالح الاستراتيجية الأمريكية. فالسعودية، التي تواجه السودان عبر البحر الأحمر، ترى في استمرار الصراع تهديداً مباشراً لأمنها القومي واستقرار المنطقة. ولي العهد السعودي لم يكتف بعرض الأرقام المرعبة - ملايين النازحين وآلاف القتلى - بل "شرح الثقافة بأكملها والتاريخ بأكمله" كما وصف ترامب، في عرض دبلوماسي محكم حوّل اللامبالاة إلى التزام عملي فوري.
النتيجة تتجاوز مجرد وعد دبلوماسي عابر. فبينما كانت الأمم المتحدة والولايات المتحدة تكتفي بإدانة أطراف الصراع وفرض عقوبات غربية عليهما، تفتح هذه المبادرة الباب أمام تدخل أمريكي حقيقي قد يغير مسار الأزمة جذرياً. أحمد السوداني، لاجئ في الرياض فقد منزله وعمله بسبب الحرب، يقول بصوت مرتجف: "لأول مرة منذ عامين أشعر بأمل حقيقي، ربما أعود لوطني قريباً." د. سارة المحللة السياسية تؤكد: "هذا مثال على الدبلوماسية الذكية التي تحقق المستحيل في وقت قياسي."
والآن، بينما تتسارع الأحداث في أروقة واشنطن والرياض، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح هذه الدبلوماسية السريعة في إنهاء واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في عصرنا؟ التاريخ يخبرنا أن 30 دقيقة قد تكون كافية لتغيير مصير أمة بأكملها، والعالم ينتظر بترقب شديد النتائج العملية لهذا التحرك الدبلوماسي الاستثنائي.