الرئيسية / محليات / حصري من عدن: الوديعة السعودية تُنقذ الموظفين... صرف مرتب كامل خلال الأسبوع الجاري!
حصري من عدن: الوديعة السعودية تُنقذ الموظفين... صرف مرتب كامل خلال الأسبوع الجاري!

حصري من عدن: الوديعة السعودية تُنقذ الموظفين... صرف مرتب كامل خلال الأسبوع الجاري!

نشر: verified icon بلقيس العمودي 17 نوفمبر 2025 الساعة 03:20 مساءاً

في تطور مفاجئ يبعث الأمل في قلوب نصف مليون موظف يمني، تستعد الحكومة لصرف مرتب شهر كامل خلال الأسبوع الجاري، وذلك بفضل وصول دفعة مالية جديدة من الوديعة السعودية إلى البنك المركزي في عدن. هذا الإعلان يأتي بعد شهور طويلة من الانتظار والمعاناة، ليضع نهاية مؤقتة لأزمة خنقت أنفاس الآلاف من الأسر اليمنية التي تعتمد على رواتب موظفيها.

أحمد المقطري، معلم في إحدى المدارس الحكومية بعدن، لم يتمكن من إخفاء دموع الفرح عندما سمع النبأ: "أربعة أشهر كاملة بلا راتب، كنت أبيع أثاث البيت قطعة تلو الأخرى لإطعام أطفالي الستة". وفي البنك المركزي، تعمل فاطمة الحميري وزملاؤها ليل نهار لاستكمال الإجراءات الفنية، وهي تدرك أن كل دقيقة تأخير تعني معاناة إضافية لآلاف العائلات. الأرقام تحكي قصة مؤلمة: انخفضت القوة الشرائية للموظفين بنسبة 70% منذ بداية الأزمة، والكثيرون يعيشون على الديون والمساعدات.

هذه ليست المرة الأولى التي تمد فيها المملكة العربية السعودية يد العون لليمن الشقيق، فالوديعة السعودية أصبحت شريان الحياة للاقتصاد اليمني المنهك. د. محمد العولقي، الخبير الاقتصادي، يؤكد أن "هذا الدعم السعودي المتواصل يمثل قارب نجاة في بحر الأزمات"، لكنه يحذر من أن الحل الحقيقي يكمن في إعادة بناء الاقتصاد الوطني. آخر مرة شهدت فيها اليمن صرفاً منتظماً للمرتبات كانت قبل اندلاع الصراع في 2014، ومنذ ذلك الحين تعيش البلاد في دوامة من الأزمات المالية المتتالية.

سالم الجبيحي، حارس الأمن الذي ينتظر في طابور طويل أمام أحد البنوك، يحتضن وصفة طبية لوالده المريض بقوة: "هذا المرتب سيوفر دواء أبي، وربما قوت شهر كامل للعائلة". الأسواق المحلية تستعد لموجة انتعاش مؤقتة، فالتجار يتوقعون زيادة في الطلب على السلع الأساسية، بينما تشهد الصرافات حركة نشطة استعداداً لموجة التحويلات المتوقعة. لكن خبراء الاقتصاد يحذرون من ضرورة الإدارة الحكيمة لهذا المرتب، فهو قطرة ماء في صحراء الحاجة الواسعة التي تعيشها معظم الأسر اليمنية.

بينما تستمر الاستعدادات في البنك المركزي ووزارة المالية، يبقى السؤال الأهم معلقاً في الهواء: هل ستكون هذه الدفعة بداية الفرج أم مجرد مسكن مؤقت لجرح عميق؟ الواقع يفرض على الحكومة اليمنية وضع استراتيجية شاملة لحل أزمة المرتبات نهائياً، فالاعتماد على الدعم الخارجي وحده لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية في بلد يمتلك من الثروات والإمكانات ما يكفي لبناء اقتصاد قوي ومستدام.

شارك الخبر