الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: وفاة الرجل الغامض من آل الشثري… لماذا اختفى عن الأنظار رغم نفوذ العائلة؟
عاجل: وفاة الرجل الغامض من آل الشثري… لماذا اختفى عن الأنظار رغم نفوذ العائلة؟

عاجل: وفاة الرجل الغامض من آل الشثري… لماذا اختفى عن الأنظار رغم نفوذ العائلة؟

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 17 نوفمبر 2025 الساعة 07:05 صباحاً

في تطور مفاجئ هز الأوساط الاجتماعية السعودية، توفي عبدالله بن ناصر الشثري - الرجل الذي اختار الصمت والعمل الخفي رغم انتمائه لواحدة من أقوى العائلات الدينية في المملكة. هذا النجل الغامض لمستشار ملكي وشقيق عضو هيئة كبار العلماء، بنى إمبراطورية عقارية صامتة لعقود دون أن يعرفه الكثيرون، في نموذج استثنائي للتواضع قد لا نشهده مرة أخرى في عصر الشهرة والأضواء.

كشفت وفاة عبدالله، التي أُعلن عنها في 24 جمادى الأولى 1447هـ، عن قصة رجل كسر كل التوقعات. أحمد العثمان، شريك أعماله لسنوات، يروي بإعجاب: "بنى إمبراطورية عقارية بصمت مطبق، لم يستغل اسم العائلة يوماً واحداً رغم أن بإمكانه أن يفتح أي باب في المملكة بمجرد ذكر اسم والده." الأرقام تحكي قصة مذهلة: عقود من النجاح التجاري دون ظهور إعلامي واحد، في تناقض صارخ مع عصر يتسابق فيه الجميع نحو الشهرة.

الخلفية العائلية تجعل اختياره أكثر إثارة للدهشة. والده الشيخ ناصر الشثري قضى سنوات طويلة كمستشار في الديوان الملكي، بينما شقيقه الشيخ سعد عضو في هيئة كبار العلماء. د. فهد الراجحي، خبير تاريخ العائلات السعودية، يؤكد: "نموذج نادر جداً للتواضع رغم النفوذ العائلي الهائل. معظم أبناء الأسر المؤثرة يميلون للظهور، لكن عبدالله اختار العكس تماماً." هذا التناقض يذكرنا بالأمراء في التاريخ الإسلامي الذين فضلوا الحياة البسيطة على القصور الذهبية.

التأثير الشخصي لقصته يمتد إلى كل بيت سعودي اليوم. أم خالد، جارة العائلة، تحكي بحسرة: "كان يصلي معنا في المسجد الصغير، هادئ ومتواضع، لم نعرف أبداً أنه من عائلة بهذه المكانة حتى سمعنا خبر وفاته." قصته تطرح أسئلة عميقة حول معنى النجاح الحقيقي، وتتحدى مفهوم الشهرة في عصر السوشيال ميديا. النتائج المتوقعة واضحة: سيصبح مثالاً يُدرّس للأجيال القادمة عن أن القوة الحقيقية قد تكمن في الصمت، وأن أعظم الإنجازات قد تُبنى بعيداً عن الكاميرات والأضواء.

رحل عبدالله بن ناصر الشثري تاركاً وراءه سؤالاً محيراً: في زمن يتسابق فيه الجميع نحو الشهرة ويقيسون نجاحهم بعدد المتابعين، كم منا يملك الشجاعة الحقيقية ليختار طريق الصمت والعمل الخفي؟ ستبقى قصته شاهداً على أن أعظم القوة أحياناً تكمن في التواضع، وأن الإرث الحقيقي يُبنى بالأعمال الصالحة وليس بالأضواء المؤقتة. فهل سنتعلم من درسه، أم سنستمر في السعي وراء بريق زائف قد يُنسى بعد لحظات؟

اخر تحديث: 17 نوفمبر 2025 الساعة 12:20 مساءاً
شارك الخبر