في تطور تاريخي مذهل، تستعد المنطقة العربية لشهادة كسر أول احتكار أمريكي دام أكثر من 60 عاماً في عالم الترفيه العالمي، حيث ستفتتح السعودية في 31 ديسمبر المقبل أول متنزه "سيكس فلاجز" خارج قارة أميركا الشمالية، بـ 28 لعبة وتجربة مذهلة ستجعل من قلب الصحراء السعودية موطناً لأسرع وأعلى أفعوانية في العالم. فقط 45 يوماً تفصلنا عن لحظة تغيير تاريخ الترفيه في المنطقة إلى الأبد، في مشروع يتوقع الخبراء أن يهز عروش العواصم الترفيهية التقليدية.
في موقع أسطوري بين جبال طويق، على بعد 40 دقيقة فقط من الرياض، يقف "متنزه سيكس فلاجز مدينة القدية" كشاهد على طموحات المملكة اللامحدودة، حاملاً ثلاث أفعوانيات محطمة للأرقام القياسية العالمية. تحكي نواف، الشاب السعودي البالغ من العمر 16 عاماً، قصته: "كان حلمي أن أزور سيكس فلاجز في أمريكا، والآن جاءت إليّ في بلدي!". بتذاكر تبدأ من 325 ريالاً للبالغين و275 ريالاً للأطفال، يعد المتنزه بتجربة تفوق كل التوقعات، بينما يحصل ذوو الإعاقة على تخفيضات استثنائية تصل إلى 75 ريالاً فقط.
هذا الإنجاز العملاق ليس مجرد مشروع ترفيهي، بل جزء محوري من رؤية السعودية 2030 لتنويع الاقتصاد وتحويل المملكة إلى مقصد سياحي عالمي. د. محمد العتيبي، خبير السياحة، يؤكد: "هذا المشروع سيغير خارطة الترفيه في المنطقة بالكامل، مثلما غيرت قناة السويس التجارة العالمية". الاستثمار الحكومي الضخم في هذا المشروع يأتي ضمن شراكة استراتيجية مع علامة تجارية عريقة، مما يضع السعودية في منافسة مباشرة مع دبي وتركيا كوجهة ترفيهية رائدة.
بالنسبة للعائلات السعودية والخليجية، يمثل افتتاح المتنزه ثورة حقيقية في أنماط قضاء العطلات، حيث لن تعود هناك حاجة للسفر آلاف الكيلومترات للاستمتاع بتجربة ترفيهية عالمية المستوى. فهد الشمري، المهندس البالغ 28 عاماً والذي حصل على وظيفة في مشروع القدية براتب مضاعف، يقول: "هذا المشروع لا يوفر الترفيه فقط، بل يخلق آلاف الوظائف للشباب السعودي". ومع ذلك، تواجه أم سارة، الأم لثلاثة أطفال، تحدي التكلفة البالغة 1300 ريال ليوم واحد لعائلتها، مما يثير تساؤلات حول إمكانية الوصول لجميع شرائح المجتمع.
يقول برايين ماكامر، رئيس متنزه سيكس فلاجز مدينة القدية: "31 ديسمبر 2025 يمثل بداية فصل جديد في عالم الترفيه، ليس في السعودية فحسب، بل في المنطقة بأكملها". التوقعات تشير إلى جذب أكثر من مليون زائر سنوياً ونمو اقتصادي بمليارات الريالات، مما سيحول السعودية من مُستهلك للترفيه الخارجي إلى مُصدّر إقليمي للتجارب الاستثنائية. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستنجح القدية في إعادة رسم خريطة الترفيه العربي إلى الأبد، أم أنها مجرد البداية لحرب ترفيهية إقليمية شرسة ستغير وجه السياحة في الشرق الأوسط؟