الرئيسية / مال وأعمال / صدمة: الدولار بـ1629 في عدن و534 في صنعاء... لماذا هذا الفارق الجنوني؟
صدمة: الدولار بـ1629 في عدن و534 في صنعاء... لماذا هذا الفارق الجنوني؟

صدمة: الدولار بـ1629 في عدن و534 في صنعاء... لماذا هذا الفارق الجنوني؟

نشر: verified icon مروان الظفاري 15 نوفمبر 2025 الساعة 06:30 مساءاً

في مشهد يحبس الأنفاس ويهز أركان الاقتصاد اليمني، شهد صباح السبت 15 نوفمبر 2025 فجوة صادمة قدرها 1095 ريالاً في سعر الدولار الواحد بين شمال وجنوب البلد الواحد. نفس العملة، نفس البلد، لكن أسعار مختلفة كأنها دول منفصلة تماماً. الخبراء يحذرون: كل ساعة تأخير في فهم هذا الوضع الجنوني قد تكلفك آلاف الريالات من مدخراتك.

صباح السبت، فتح المواطنون اليمنيون تطبيقات أسعار الصرف ليواجهوا مفاجأة قاسية: الدولار الأمريكي يُباع بـ 1629 ريالاً في عدن مقابل 530 ريالاً فقط في صنعاء - فجوة تتجاوز 200% في سعر الصرف. محمد العدني، موظف حكومي براتب 200 ألف ريال شهرياً، يروي معاناته: "راتبي كله لا يكفي لشراء 123 دولاراً، بينما زميلي في صنعاء يشتري بنفس المبلغ 377 دولاراً". البنك المركزي في عدن يؤكد نجاحه في ضبط المضاربات، لكن الواقع يثبت أن الانقسام السياسي خلق انقساماً اقتصادياً مدمراً.

منذ انقسام البنك المركزي عام 2016، والريال اليمني يعيش ازدواجية قاتلة تشبه انقسام ألمانيا الشرقية والغربية وتأثيره على العملة. الأسباب متشابكة: الصراع السياسي المستمر، نقص السيولة الأجنبية، المضاربات الجامحة، وضعف الرقابة المصرفية. د. سالم الاقتصادي، خبير النقد والمصارف، يقارن الوضع بانهيار الليرة اللبنانية لكنه يؤكد: "الحالة اليمنية أكثر تعقيداً بسبب الانقسام الجغرافي المطلق". المحللون يتوقعون تفاقماً أكبر ما لم تتدخل أطراف إقليمية لتوحيد النظام النقدي قبل فوات الأوان.

في الشوارع اليمنية، تتجسد المأساة في قصص إنسانية مؤلمة. فاطمة، أم لديها أطفال في جامعة صنعاء وتعيش في عدن، تدفع الآن ثلاثة أضعاف قيمة الحوالة المالية لأبنائها. رائحة الأوراق النقدية المتهالكة تملأ محلات الصرافة المزدحمة، بينما أصوات آلات العد تخترق ضجيج التجار المتفاوضين بقلق. النتائج المتوقعة كارثية: انتشار السوق السوداء، ارتفاع جامح في التضخم، وتعميق الفجوة بين الأغنياء والفقراء. الخبراء ينصحون بتجنب الاستثمار بالريال اليمني، لكنهم يرون فرصاً ذهبية في الذهب والعملات الأجنبية المستقرة.

بين فجوة قاتلة تبلغ 1095 ريالاً، وانقسام اقتصادي يتعمق يومياً، يواجه اليمنيون مستقبلاً غامضاً لعملتهم. الخبراء يحذرون: راقب الأسعار يومياً، نوّع مدخراتك فوراً، ولا تستثمر أكثر مما يمكنك خسارته. السؤال المصيري الآن: هل يمكن لشعب واحد أن يعيش بعملتين مختلفتين في بلد واحد؟ أم أن الانهيار الاقتصادي الشامل بات على الأبواب؟

اخر تحديث: 15 نوفمبر 2025 الساعة 08:00 مساءاً
شارك الخبر