الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الدولار يقفز لـ1633 ريال في عدن مقابل 540 في صنعاء - فجوة جنونية تفوق 200%!
صادم: الدولار يقفز لـ1633 ريال في عدن مقابل 540 في صنعاء - فجوة جنونية تفوق 200%!

صادم: الدولار يقفز لـ1633 ريال في عدن مقابل 540 في صنعاء - فجوة جنونية تفوق 200%!

نشر: verified icon مروان الظفاري 15 نوفمبر 2025 الساعة 04:10 مساءاً

في تطور صادم يكشف عن انقسام اقتصادي مرعب، سجل الدولار الأمريكي سعراً خيالياً يصل إلى 1633 ريال يمني في عدن مقابل 540 ريال فقط في صنعاء - فجوة تاريخية تتجاوز 203% تحول اليمن عملياً إلى دولتين اقتصادياً مختلفتين. هذا الرقم المجنون يعني أن 1093 ريال يمني تفصل بين حياة المواطن في المدينتين، مبلغ يكفي لإطعام عائلة كاملة لأسبوع!

أحمد محمد، موظف حكومي في عدن يبلغ من العمر 45 عاماً، يصف المأساة بكلمات مختنقة: "راتبي الشهري 100 دولار أصبح بالكاد يكفي لدفع إيجار البيت وحده، أما الطعام والدواء فأصبحا رفاهية لا نقدر عليها". وفي محلات الصرافة بعدن، تتعالى أصوات الجدال الحاد بين المواطنين وأصحاب المحلات، بينما تملأ أكوام الأوراق النقدية المهترئة الطاولات في مشهد يحبس الأنفاس. الفجوة السعرية وصلت أيضاً للريال السعودي بـ 285 ريال يمني فرق بين المدينتين - مبلغ يعادل راتب يوم عمل كامل!

عشر سنوات من الحرب المدمرة حولت اليمن إلى مختبر حي للانهيار الاقتصادي، حيث يحكم بنكان مركزيان منفصلان دولة واحدة. الدكتور عبدالكريم الإرياني، خبير اقتصادي بارز، يؤكد بقلق عميق: "هذه الفجوة السعرية تعكس انهيار كامل لمفهوم الدولة الموحدة اقتصادياً - نحن أمام كارثة لم يشهدها العالم منذ انهيار الليرة التركية في 2001". انقطاع التحويلات والتجارة بين الشمال والجنوب، إضافة لتوقف صادرات النفط والغاز، حول الريال اليمني إلى مريض في العناية المركزة يفقد جزءاً من قوته كل يوم.

في هذا الواقع المرير، تحكي فاطمة حسن، ربة بيت من صنعاء: "نحتاج لجمع المال لأسبوع كامل لشراء ما كنا نشتريه في يوم واحد قبل سنوات". المفارقة المؤلمة أن عائلة مكونة من 5 أفراد باتت تحتاج راتب شهر كامل لشراء ما كانت تحصل عليه في أسبوع واحد. كوب الشاي أصبح رفاهية، وتناول اللحوم مرة أسبوعياً يُعتبر إنجازاً، بينما الأدوية أصبحت للطوارئ فقط. ولكن وسط هذا الظلام، تبرز قصص مثل سارة عبدالله، التاجرة الذكية التي تستغل الفجوة السعرية بحكمة لتأمين احتياجات عائلتها من خلال التجارة البسيطة والمشروعات الصغيرة.

المستقبل يحمل تحديات أكبر: الخبراء يتوقعون مزيداً من الانهيار مع احتمال تحول اليمن لاقتصاد المقايضة إذا استمر التدهور. على كل مواطن يمني اليوم إعادة حساباته المالية والاستثمار في المهارات والتعليم كملاذ وحيد في مواجهة العاصفة القادمة. السؤال المرعب الذي يطرح نفسه: كم من الوقت يحتاج شعب ليبقى صامداً أمام هذا الانهيار المستمر قبل أن ينكسر نهائياً؟

شارك الخبر