الرئيسية / شؤون محلية / رسمي: السعودية توجه رسالة عاجلة لتركيا بعد كارثة الطائرة العسكرية في جورجيا
رسمي: السعودية توجه رسالة عاجلة لتركيا بعد كارثة الطائرة العسكرية في جورجيا

رسمي: السعودية توجه رسالة عاجلة لتركيا بعد كارثة الطائرة العسكرية في جورجيا

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 13 نوفمبر 2025 الساعة 03:40 مساءاً

في تطور مؤلم هز القلوب عبر المنطقة، انقطعت أصوات المحركات فجأة فوق تلال جورجيا الهادئة، لتتحول طائرة عسكرية تركية من طراز سي-130 إلى حطام متناثر في أقل من دقيقتين. هذه الطائرة التي تعتبر من أكثر الطائرات موثوقية في العالم، والتي تخدم في 47 دولة، واجهت مصيرها المأساوي في منطقة سغناغي النائية، لتضاف إلى قائمة الحوادث المؤسفة التي تذكرنا بالمخاطر الجسيمة التي يواجهها أبطالنا في الخدمة العسكرية.

"سمعت صوت محركات تتعثر، ثم سكوناً مرعباً، ثم دوي انفجار هز الجبال"، هكذا وصف إيفان جورجيادزي، المزارع المحلي، اللحظات الأخيرة المأساوية. وسط الدخان الأسود المتصاعد والحطام المعدني المبعثر، كان الطيار الرئيس محمد كمال يقاتل حتى اللحظة الأخيرة لإنقاذ طائرته وطاقمها. الرقيب أحمد أوغلو، الطيار المساعد البالغ من العمر 28 عاماً والمتزوج حديثاً، ترك وراءه زوجة وطفلاً رضيعاً ليس لديهما سوى ذكرياته الجميلة وحلم لن يكتمل أبداً.

لم تكن هذه المأساة الأولى من نوعها، فطائرات سي-130 التي دخلت الخدمة منذ عام 1956 تعرضت لأكثر من 450 حادثاً حول العالم، لكنها تحتفظ بمعدل نجاة يصل إلى 89% في المهام الإنسانية. "هذا الحادث يستدعي مراجعة شاملة لبروتوكولات السلامة"، يؤكد د. سليمان العتيبي، خبير الطيران العسكري، مشيراً إلى أن التضاريس الجبلية المعقدة في منطقة القوقاز والظروف الجوية الاستثنائية قد تكون عوامل مساهمة في هذه المأساة.

بعيداً عن التحليلات التقنية، تعيش الأسر العسكرية التركية قلقاً متزايداً على أحبائها، بينما تنتشر رائحة الحزن في الثكنات العسكرية حيث يتذكر الزملاء ضحكات الضحايا ومزاحهم الذي لن يُسمع مرة أخرى. هذا الحادث المؤسف قد يؤدي إلى تشديد إجراءات الصيانة والتحقق من سلامة الطائرات، كما أنه يفتح المجال أمام الاستثمار في تقنيات سلامة طيران متطورة يمكنها إنقاذ أرواح أبطالنا في المستقبل. العائلات التي فقدت أحباءها لا تريد تعازي فحسب، بل تريد ضمانات ألا تتكرر هذه المأساة مع عائلات أخرى.

وسط هذا الحزن العميق، جاءت الرسالة السعودية العاجلة كشعاع دافئ من التضامن الأخوي، حيث عبرت وزارة الخارجية عن مواساتها الصادقة وأكدت وقوف المملكة مع تركيا في محنتها. هذا التضامن العربي يظهر أن المآسي تجمعنا أكثر مما تفرقنا، وأن الدم العربي والإسلامي واحد مهما تباعدت الحدود. التحقيقات ستكشف الحقيقة وتؤدي لتطوير معايير سلامة أعلى، لكن السؤال الذي يؤرق الجميع يبقى: هل ستكون هذه المأساة نقطة تحول حقيقية في تطوير سلامة الطيران العسكري عالمياً، أم ستبقى مجرد ذكرى أليمة تضاف إلى سجل المآسي؟

شارك الخبر