في تطور جوي استثنائي يهز المملكة، يحذر المركز الوطني للأرصاد من موجة طقس عنيفة ستجتاح 46% من مناطق المملكة خلال الساعات القادمة، حيث تستعد 6 مناطق حيوية لمواجهة أمطار رعدية غزيرة ورياح مدمرة بسرعة 50 كم/ساعة. الخبراء يؤكدون: الساعات القادمة ستكون حاسمة، وملايين السعوديين مجبرون على إعادة ترتيب خططهم لنهاية أسبوع قد تكون الأعنف منذ سنوات.
المشهد الدرامي يبدأ من مكة المكرمة في المقدمة، تليها المدينة المنورة وتبوك، بينما تشهد المناطق الجنوبية من جازان وعسير والباحة استعداداً مكثفاً لمواجهة عاصفة حقيقية. أبو محمد الغامدي، مزارع من الباحة، يروي قلقه: "أراقب محصول الرمان الذي على وشك النضج بخوف شديد، فالبرد المتوقع قد يدمر تعب سنة كاملة". الأرقام مرعبة: رياح بسرعة سيارة داخل المدينة، وأمواج بارتفاع سقف المنزل العادي تضرب سواحل البحر الأحمر والخليج العربي.
هذا النشاط الجوي المدوي ليس وليد اللحظة، بل نتيجة التقاء الكتل الهوائية الباردة مع الدافئة في ظاهرة جوية تُذكرنا بأمطار عام 2009 التي غيرت وجه المنطقة الجنوبية لشهور طويلة. د. عبدالله المطيري، أستاذ الأرصاد بجامعة الملك عبدالعزيز، يؤكد: "هذا النشاط الجوي طبيعي ومتوقع لهذا الوقت من السنة، لكن شدته هذا العام استثنائية". السحب الرعدية تزحف كقلاع رمادية عملاقة عبر سماء المملكة، حاملة معها البرق المدوي والرعد الذي يهز النوافذ.
التأثير على الحياة اليومية سيكون ساحقاً: إلغاء رحلات العائلات، إغلاق طرق جبلية حيوية، انقطاع محتمل للتيار الكهربائي في القرى النائية. فاطمة الزهراني من جازان تستعد بحكمة: "أجهز خزانات المنزل لتجميع مياه الأمطار، فالخير قادم رغم الخوف". بينما يرى سالم القحطاني، المرشد السياحي من عسير، فرصة ذهبية: "السياح يعشقون مشهد الأمطار على قمم الجبال، هذا موسم استثنائي". النتائج المتوقعة مذهلة: تحسن منسوب السدود خلال أسابيع، وازدهار المراعي الطبيعية التي عانت شهوراً من الجفاف.
6 مناطق تحت رحمة الطبيعة، رياح عاتية وأمطار غزيرة خلال 48 ساعة - هذا ليس سوى البداية لموسم مطري قد يكون الأقوى منذ سنوات. المركز الوطني للأرصاد يحذر بوضوح: تجنبوا الأودية مطلقاً، ابقوا في منازلكم الآمنة، وتابعوا نشرات الطقس كل ساعة. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت مستعد لمواجهة غضب الطبيعة، أم ستكون ضحية لتقلبات الطقس المفاجئة؟
