في تطور مفاجئ هز الأسواق المصرية، انخفضت أسعار الذهب بـ5 جنيهات كاملة خلال أسبوع واحد فقط، لتسجل عيار 21 مستوى 5345 جنيهاً للجرام الواحد. هذا التراجع "المحدود ظاهرياً" يخفي وراءه عاصفة حقيقية من التقلبات العالمية التي كادت أن تضرب الأسواق بقوة مدمرة. الساعات القادمة ستكشف: هل هذا مجرد هدوء ما قبل العاصفة؟
وسط هذه الأجواء المشحونة، يروي أحمد المنصوري، الموظف الحكومي الذي اشترى 20 جراماً الشهر الماضي بسعر أعلى، قلقه: "أراقب الأسعار كل دقيقة، قلبي يخفق كلما رأيت الأرقام تنخفض." بينما تؤكد الأرقام الصادمة أن الجنيه الذهب الواحد وصل إلى 42.76 ألف جنيه - مبلغ يساوي راتب موظف لعامين كاملين! وعالمياً، تراجعت الأونصة بدولارين لتستقر عند مستوى خطير: 4001 دولار - ثمن سيارة ملاكي كاملة.
خلف هذا التراجع "البسيط" تقف عوامل جيوسياسية معقدة تشبه لعبة الشطرنج العالمية. ارتفاع قوة الدولار الأمريكي يندفع كالسهم صاعداً، جاذباً معه كل شيء في طريقه، بينما تتأرجح قرارات الاحتياطي الفيدرالي بين رفع الفائدة وخفضها. يؤكد د. سعيد إمبابي من منصة "آي صاغة": "هذا التراجع يذكرنا بموجة 2008، لكن بحدة أقل وأسباب مختلفة تماماً." والمفارقة أن بيانات سوق العمل الأمريكي الضعيفة تبشر بخفض قريب للفائدة - ما قد يعيد الذهب للارتفاع مجدداً.
في الشوارع المصرية، تتباين ردود الأفعال بشكل درامي. فاطمة السيد، ربة المنزل الذكية، تبتسم وهي تقول: "أجلت شراء طقم الذهب حتى انخفضت الأسعار - حدسي لم يخذلني." بينما يؤكد محمد التاجر من خان الخليلي تراجع الإقبال ملحوظاً: "الزبائن ينتظرون، والكل يسأل: هل ستنزل أكثر؟" التأثير على الحياة اليومية واضح: تأجيل قرارات الشراء للمناسبات، إعادة التفكير في استراتيجيات الادخار، وتوتر واضح في أصوات المتداولين عبر الهاتف.
والآن، مع اقتراب قرارات الفيدرالي المصيرية، يقف المستثمرون على مفترق طرق حاسم. الخبراء يحذرون ويبشرون في آن واحد: فرصة ذهبية للشراء بأسعار أفضل، لكن تحذير صارم من التسرع في البيع. الذهب يبقى الملاذ الآمن التقليدي، والتراجع الحالي قد يكون آخر فرصة قبل عودة الارتفاع الجنوني. السؤال الذي يؤرق الجميع الآن: هل ستغتنم هذه الفرصة الذهبية أم ستنتظر حتى فوات الأوان؟
