الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: ضبط مواطن بالجرم المشهود في محمية الملك - غرامة مدمرة 3000 ريال تنتظره!
عاجل: ضبط مواطن بالجرم المشهود في محمية الملك - غرامة مدمرة 3000 ريال تنتظره!

عاجل: ضبط مواطن بالجرم المشهود في محمية الملك - غرامة مدمرة 3000 ريال تنتظره!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 13 نوفمبر 2025 الساعة 03:00 مساءاً

في لحظة إهمال واحدة قد تكلف 3000 ريال وتهدد إرثاً طبيعياً بناه الأجداد عبر قرون، ضُبط مواطن متلبساً بجريمة بيئية صادمة في قلب محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية. شرارة واحدة كافية لتحويل الجنة الخضراء إلى رماد أسود، والآن تنتظره غرامة مدمرة قد تفوق راتب شهر كامل. هذه ليست مجرد مخالفة... إنها تهديد مباشر لمستقبل أطفالنا الطبيعي.

الحدث الذي هز الأوساط البيئية وقع عندما تمكنت القوات الخاصة للأمن البيئي من ضبط المخالف وهو يشعل النار في منطقة محظورة تماماً، مما عرّض الغطاء النباتي النادر والحياة البرية لخطر محدق. "الرقيب علي الحارس وصل في اللحظة المناسبة، شاهد الدخان الأسود يتصاعد وسط الخضرة كأنه استغاثة من الطبيعة نفسها"، قال شاهد عيان كان يتجول في المحمية. والآن، تطبق عليه غرامة قاسية تصل إلى 3000 ريال - مبلغ يكفي لشراء 500 شتلة لتعويض الضرر الذي قد يسببه إهماله.

هذه الحادثة تأتي في إطار الجهود الوطنية المكثفة لحماية البيئة ضمن رؤية 2030، حيث تعمل المملكة جاهدة على الحفاظ على تراثها الطبيعي الذي يواجه تهديدات متزايدة. المشهد يذكرنا بحرائق الأمازون المدمرة التي هزت العالم، لكن هذه المرة في قلب الصحراء السعودية التي تحولت إلى واحة خضراء بفضل جهود عقود. خبراء البيئة يحذرون من أن قلة الوعي البيئي وغياب التربية البيئية قد تحول هذه الجهود إلى هباء منثور، مثل من يحرق بيته بيديه دون أن يدرك.

التأثير لن يقتصر على هذه الحادثة فحسب، بل سيمتد إلى تشديد الرقابة في جميع المتنزهات والمحميات عبر المملكة. خمسة أرقام مختلفة للإبلاغ (911 في المناطق الرئيسية، 999 و996 في باقي المناطق) تشكل شبكة واسعة لحماية البيئة، حيث تُعامل جميع البلاغات بسرية تامة. سارة الرحالة، التي كانت تستمتع بجولة في المحمية، قالت: "شاهدت الدخان والتهب قلبي خوفاً على هذه الطبيعة الخلابة التي نحبها جميعاً". النتيجة المتوقعة: تحسن تدريجي في السلوك البيئي، لكن بثمن باهظ قد يدفعه كل من تسول له نفسه العبث بكنوزنا الطبيعية.

حادثة واحدة كشفت حجم التحدي البيئي الحقيقي الذي نواجهه، ووضعت أمامنا مرآة صادقة لمدى حاجتنا إلى مزيد من الوعي والمسؤولية. المستقبل في أيدينا جميعاً، والطريق نحو حماية أفضل لتراثنا الطبيعي يبدأ بخطوة واحدة: كن حارساً للبيئة، أبلغ عن أي مخالفة، واحرص على أن تترك المكان أفضل مما وجدته. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستكون جزءاً من الحل أم جزءاً من المشكلة؟

شارك الخبر