أثارت قرارات لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ضجة واسعة في المنطقة العربية بعد فرضها عقوبات صارمة تنوعت بين الإيقاف لـ 16 مباراة وغرامات مالية بآلاف الفرنكات السويسرية، طالت لاعبين وإداريين من دول الخليج، فيما واجهت الاتحادات الوطنية غرامات إضافية لمخالفات أمنية وتنظيمية.
شملت العقوبات المفاجئة مدافع منتخب قطر الأول طارق سلمان بإيقافه مباراتين رسميتين مع فرض غرامة مالية قدرها 5 آلاف فرنك سويسري، وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها المباراة الحاسمة بين قطر والإمارات في الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026.
ولم تقتصر قرارات الفيفا على اللاعبين، بل امتدت لتشمل عضو الجهاز الإداري في منتخب الإمارات مطر الصهباني، الذي تلقى العقوبة الأقسى بإيقافه 16 مباراة رسمية وتغريمه 10 آلاف فرنك سويسري، استناداً إلى المادتين 14 و14.1 من لوائح الانضباط التابعة للاتحاد الدولي.
المفاجأة الثالثة جاءت بفرض غرامة مالية قدرها 11500 فرنك سويسري على الاتحاد السعودي لكرة القدم، لمخالفته المادتين 17 و17.5 الخاصتين بالنظام والأمن في المباريات، وتحديداً بسبب إشعال الألعاب النارية أو مواد أخرى خلال مباراة "الأخضر" أمام العراق التي شهدت تأهل المنتخب السعودي إلى المونديال رغم انتهائها بالتعادل السلبي.
وتأتي هذه العقوبات في وقت تشهد فيه المنطقة الخليجية حراكاً مكثفاً على مستوى الأندية أيضاً، حيث واجهت لجنة الانضباط والأخلاق بالاتحاد السعودي نجوماً بارزين في الدوري المحلي بعقوبات مالية مشابهة. فقد غُرم كاليدو كوليبالي مدافع الهلال 10 آلاف ريال سعودي بسبب تعمد الإيذاء، إلى جانب إيقافه التلقائي عقب طرده بالبطاقة الحمراء.
كما طالت العقوبة ذاتها البرازيلي فابينيو نجم وسط نادي الاتحاد السعودي إثر تصرف مماثل، فيما تم تغريم موسى ديمبلي مهاجم الاتفاق مبلغ 10 آلاف ريال نتيجة اللعب العنيف تجاه لاعب من الفريق المنافس، ما يعكس صرامة لجان الانضباط في التعامل مع المخالفات التقنية والسلوكية.
وتمنح لوائح "فيفا" للمعاقبين الحق في الطعن أمام لجنة الاستئناف بالاتحاد الدولي مع طلب إيقاف تنفيذ العقوبة لحين الفصل في الطعن، ما يفتح المجال أمام محاولات قانونية لتخفيف العقوبات أو إلغائها نهائياً، خاصة مع اقتراب مواعيد مباريات حاسمة للمنتخبات المعنية.
يُذكر أن هذه القرارات تأتي في إطار حملة تشديدية من الفيفا لضمان الانضباط والنزاهة في المنافسات الدولية، حيث تركز على معاقبة أي سلوكيات قد تؤثر على سير المباريات أو سلامة اللاعبين والإداريين، ما يؤكد التزام الاتحاد الدولي بتطبيق لوائحه بصرامة دون تمييز بين الاتحادات الوطنية أو اللاعبين مهما كانت مكانتهم الرياضية.
