في تطور استثنائي يجمع بين الروعة والالتزام، تستعد مكة المكرمة لاستقبال 20 مليون معتمر سنوياً مع تجربة جديدة تماماً. للمرة الأولى منذ عقود، تقف مكة على أعتاب تحول شامل في منطقتها المركزية؛ إنها لحظة تاريخية تحدث الآن، والعالم الإسلامي يترقب النتائج.
في جولة ميدانية استثنائية، وقف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز على مشاريع تغير وجه العاصمة المقدسة. وقد أُعلن عن مشاريع متعددة تشمل شارع أجياد وامتداد إبراهيم الخليل بتكلفة مليارية. صرح أحد المسؤولين: "رؤية شمولية تركز على تحسين التجربة المكانية لقاصدي المسجد الحرام". إنها لحظة فارقة ستعيد تشكيل تجربة ملايين المؤمنين سنوياً. المهندس أحمد التطويري، خبير التخطيط العمراني، أشرف على وضع الخرائط الأساسية الجديدة للمنطقة المركزية.
منذ إطلاق رؤية 2030، تشهد مكة المكرمة نهضة تطويرية غير مسبوقة؛ تزايد الأعداد المتزايدة للحجاج والمعتمرين يتطلب حلولاً عمرانية مبتكرة. هذا العمل يستكمل مسيرة التوسعات العظيمة للحرمين الشريفين. ويتوقع خبراء التخطيط توجيه نقلة نوعية في تجربة زوار بيت الله الحرام، حيث وصف أحدهم المشاريع قائلاً: "المشروع أشبه بعملية جراحة دقيقة لقلب نابض بالحياة".
على مستوى الحياة اليومية، سيشعر سكان مكة وزوارها بتحسن في كل خطوة نحو الحرم الشريف، بفضل تحسين كفاءة الحركة وزيادة المساحات المظللة والمرافق الترفيهية. إنها فرصة ذهبية للاستثمار في قطاعات الضيافة والخدمات. ردود الأفعال متباينة، البعض متحمس للتطوير، بينما يخشى آخرون من تغيير الطابع التراثي. "أبو محمد الحاج المصري"، 65 عاماً، يعبر عن أمله في تسهيل الوصول إلى الحرم.
تشمل المشاريع الشاملة الأنسنة، البيئة الحضرية، والبنية التحتية، مما يجعل مكة المكرمة نموذجاً عالمياً للمدن المقدسة الذكية. الوقت الآن مناسب لكل مسلم لمتابعة هذا التطوير التاريخي والتخطيط لزيارة مقدسة. فالسؤال يبقى: هل ستكون شاهداً على هذا التحول العظيم أم ستكتفي بمتابعته من بعيد؟
