في تحول مثير للأحداث، أسواق العثيم تحقق مبيعات بقيمة 2.7 مليار ريال، لكن تخسر 35 مليون ريال من أرباحها في فترة لا تتجاوز 90 يومًا. الشركة تمكنت من السيطرة على 29% من سوق الرياض التجاري. ما يحدث الآن داخل الشركة سيحدد مستقبل السوق السعودي بأكمله.
بحصة سوقية وصلت إلى 21.7% وتجدد في استراتيجية النمو، شاهدت أسواق العثيم نجاحاً مذهلاً في زيادة مبيعاتها، ولكن التحديات الاقتصادية ألقت بظلالها على الأرباح. حيث أن زيادة تكاليف التشغيل ونمو الفروع بنسبة 34% أثرت بشكل ملحوظ. يقول المهندس موفق عبدالله مباره: "تشهد الأسواق حالياً واحدة من أكثر الفترات تحدياً". رغم انفتاحها على 412 فرع في 110 مدينة، إلا أن استجابة المستهلكين تظهر بشكل واضح على الأرض مع تجربة تسوق محسنة.
التوسع الطموح لأسواق العثيم بدأ منذ عام 2023، بشراء المزيد من الفروع للتغلب على المنافسين الدوليين الذين يتطلعون لدخول السوق السعودي. الخبراء يتوقعون تحسن الأداء خلال 18 شهرًا مع نضج الفروع الجديدة، مما يعكس تجربة أسواق كارفور في أوروبا خلال الثمانينات.
تناقض مثير للأعصاب يشهده المستهلك السعودي. من ناحية، توفر السوق خدمات توصيل أسرع وخيارات تسوق متنوعة، من ناحية أخرى يخشى البعض من استراتيجيات غير واضحة قد تؤثر على استقرار الخدمات. تتوقع الشركة تحسن أرباحها وتفعيل شراكتها الكاملة مع أمازون خلال عامين. المستثمرون ينقسمون بين متفائل بمستقبلها وحذر من المخاطر المستقبلية.
نمو في المبيعات، تراجع في الأرباح، توسع استراتيجي، شراكة مع أمازون كلها نقاط محورية في رحلة العثيم الحالية. ماذا بعد للعملاق في قطاع التجزئة؟ نظرة نحو المستقبل تُظهر التزامًا بإدارة الأصول بشكل حكيم، مع 12 إلى 13 فرع جديد سنويًا. هل ستتمكن العثيم من تحويل هذه التحديات إلى فرص ذهبية أم أن هذه المرحلة تحمل مخاطر لا يُستهان بها؟