في تطور مفاجئ هز اليمن خلال الساعات الأخيرة، أصدر المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر تحذيراً عاجلاً من موجة برد قطبية استثنائية ستضرب 16 محافظة يمنية خلال الـ24 ساعة المقبلة. المرتفعات اليمنية على موعد مع برد قارس قد يهدد حياة الآلاف، خاصة كبار السن والأطفال الذين يواجهون خطراً مباشراً على صحتهم وحياتهم.
وفقاً للنشرة الجوية العاجلة، ستشهد 8 محافظات برداً شديداً يشمل صعدة وعمران وصنعاء وذمار والبيضاء ومرتفعات الضالع ولحج وأبين، بينما ستواجه 7 محافظات أخرى برداً عادياً. تقول فاطمة أحمد، جدة تبلغ من العمر 68 عاماً وتعيش وحيدة في مرتفعات صعدة: "العام الماضي كدت أفقد حياتي بسبب البرد الشديد، والآن أشعر بالرعب من عودة هذا الكابوس مرة أخرى." يحذر د. عبدالله المقطري، متخصص طب الطوارئ، أن البرد الشديد يضاعف حالات الالتهاب الرئوي بنسبة تصل إلى 300% خاصة بين الفئات الضعيفة.
هذه الموجة الباردة ليست الأولى من نوعها، فاليمن يشهد سنوياً موجات برد قاسية خلال فصل الشتاء بسبب طبيعته الجبلية الوعرة والارتفاع الشاهق لمرتفعاته التي تصل إلى أكثر من 3000 متر فوق سطح البحر. يؤكد د. محمد الحكيمي، خبير الأرصاد الذي حذر مبكراً من هذه الموجة: "الكتل الهوائية الباردة القادمة من الشمال ستنقض كالنسر الجارح على المرتفعات، وهذه الموجة قد تكون الأقسى هذا الموسم." المقارنات التاريخية تشير إلى أن موجة مماثلة ضربت المنطقة عام 2020 وأودت بحياة العشرات من كبار السن والأطفال.
التأثيرات المباشرة للموجة الباردة ستغير الحياة اليومية بشكل جذري، حيث يتوقع ارتفاع حالات الطوارئ الطبية بشكل كبير وزيادة الطلب على الوقود للتدفئة. يروي علي حسين، مزارع من ذمار: "شاهدت محصولي يتجمد أمام عيني العام الماضي، والآن أعيش نفس الكابوس مرة أخرى." المؤسسات الصحية في المحافظات المتأثرة فعّلت خطط الطوارئ استعداداً لتدفق المرضى، بينما دعا المزارعون إلى تقديم مساعدات عاجلة لحماية مزروعاتهم من التجمد. الخبراء يحذرون من أن استمرار هذه الموجة لأكثر من أسبوع قد يؤثر على الأمن الغذائي للبلاد بشكل خطير.
مع اقتراب الساعات الحرجة، 16 محافظة في خطر و24 ساعة فقط للاستعداد، والتحذيرات الخاصة موجهة للفئات الأكثر ضعفاً. الساعات القادمة ستحدد مدى تأثير هذه الموجة الباردة على حياة ملايين اليمنيين. على الجميع اتخاذ الاحتياطات اللازمة فوراً قبل فوات الأوان - هل نحن مستعدون حقاً لمواجهة غضب الطبيعة القادم؟