الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الدولار بـ1633 في عدن مقابل 540 في صنعاء... الفجوة الجنونية تدمر جيوب اليمنيين!
صادم: الدولار بـ1633 في عدن مقابل 540 في صنعاء... الفجوة الجنونية تدمر جيوب اليمنيين!

صادم: الدولار بـ1633 في عدن مقابل 540 في صنعاء... الفجوة الجنونية تدمر جيوب اليمنيين!

نشر: verified icon مروان الظفاري 30 أكتوبر 2025 الساعة 05:55 مساءاً

في مشهد اقتصادي لم تشهده اليمن من قبل، تسجل أسعار صرف العملات فجوة جنونية تصل إلى 300% بين العاصمتين عدن وصنعاء، حيث يباع الدولار الواحد بـ1633 ريال يمني في عدن مقابل 540 ريال فقط في صنعاء. هذا التفاوت الصادم يعني أن المواطن اليمني بات يعيش في دولة بعملتين مختلفتين، وكل دقيقة تمر تعمق من معاناة ملايين اليمنيين الذين يراقبون مدخراتهم تتبخر أمام أعينهم.

أحمد الحضرمي، موظف حكومي في صنعاء يتقاضى راتباً قدره 100 ألف ريال يمني، يروي مأساته: "راتبي يساوي 185 دولاراً في صنعاء، لكن لو كنت أعيش في عدن لكان يساوي 61 دولاراً فقط. أشعر وكأنني أعيش في كابوس اقتصادي لا ينتهي." هذه الشهادة المؤلمة تعكس واقع ملايين اليمنيين الذين يعانون من تداعيات انقسام العملة الوطنية، بينما تشهد محلات الصرافة طوابير طويلة من المواطنين المحتارين وسط أصوات آلات عد النقود التي تعج بأكياس مليئة بالأوراق النقدية المتهالكة.

جذور هذه الأزمة تمتد إلى عام 2016 عندما انقسم البنك المركزي اليمني بين منطقتي السيطرة، مما أدى إلى ظهور سياسات نقدية متناقضة وطباعة عملات منفصلة. د. محمد العنسي، الخبير الاقتصادي اليمني يحذر قائلاً: "هذه الفجوة الهائلة تهدد الوحدة الاقتصادية للبلاد وتذكرني بانقسام ألمانيا الشرقية والغربية، حيث كان للمارك الشرقي قيمة مختلفة تماماً." الوضع الحالي أشبه بمنزل واحد فيه عملتان مختلفتان، كل غرفة لها سعر صرف مختلف، مما يخلق حالة من الفوضى الاقتصادية غير المسبوقة.

سالم المقطري، مواطن يسافر بانتظام بين عدن وصنعاء للتجارة، يصف تجربته المريرة: "أشعر وكأنني أنتقل بين دولتين مختلفتين. في كل رحلة أحتاج لآلة حاسبة مختلفة وخطة مالية جديدة." هذا التعقيد المتزايد يؤثر على الحياة اليومية للمواطنين، حيث أصبح شراء الضروريات مغامرة محفوفة بالمخاطر المالية. المستقبل يحمل سيناريوهات مقلقة، فالخبراء يتوقعون تعميق الانقسام الاقتصادي وظهور اقتصادين منفصلين تماماً، بينما يستفيد المضاربون من هذه الفوضى لتحقيق أرباح على حساب معاناة الشعب.

اليمن اليوم يقف على مفترق طرق اقتصادي خطير، حيث تهدد هذه الفجوة النقدية الجنونية النسيج الاقتصادي للبلاد وتدفع بملايين المواطنين نحو هاوية الفقر المدقع. الحل يتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لتوحيد السياسة النقدية قبل أن ينهار الاقتصاد بالكامل. السؤال المحوري الذي يطرح نفسه: كم من الوقت يمكن لاقتصاد أن يتحمل هذا الانقسام النقدي المدمر قبل أن يفقد كل مقومات البقاء؟

اخر تحديث: 30 أكتوبر 2025 الساعة 09:25 مساءاً
شارك الخبر