واصلت العملة اليمنية تحسنها للمرة الثالثة على التوالي مقابل العملات الأجنبية، بينما أعلن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن عن تنفيذ 265 مشروعاً تنموياً في البلاد، في الوقت الذي شهدت فيه أسواق الذهب تباينات صادمة في الأسعار بين صنعاء وعدن وصلت إلى أضعاف مضاعفة.
أكد الخبير الاقتصادي ماجد الداعري أن قرار حاسم: العملة اليمنية تعود للارتفاع بطريقة غير متوقعة جاء نتيجة إجراءات مالية مدروسة وضعتها السلطات المختصة. وأشار إلى أن تشكيل لجنة متخصصة للإشراف على استيراد العملات الأجنبية ومحاربة المضاربات العشوائية ساهم في هذا الانتعاش المفاجئ.
جاءت هذه التطورات الإيجابية بالتزامن مع إعلان البرنامج السعودي عن حجم المشاريع التنموية المنجزة في اليمن، والتي وصلت إلى 265 مشروعاً ومبادرة موزعة على ثمانية قطاعات حيوية تشمل التعليم والصحة والمياه والطاقة والنقل والزراعة. كما وقع البرنامج اتفاقيات جديدة لدعم عجز الموازنة الحكومية وإمداد محطات الكهرباء بالمشتقات النفطية، إضافة إلى مذكرة تعاون مع وزارة الداخلية اليمنية لتطوير القدرات المؤسسية.
في المقابل، فرض البنك المركزي اليمني تسعيرة ثابتة للريال السعودي حددها بـ425 ريالاً يمنياً للشراء و428 ريالاً للبيع، مع تحذيرات صارمة بسحب تراخيص شركات الصرافة المخالفة. هذا الإجراء يهدف إلى ضبط المضاربات وتحقيق الاستقرار النقدي في ظل التقلبات الاقتصادية المستمرة.
على صعيد آخر، شهدت أسواق الذهب في اليمن ارتفاعات حادة مع تفاوت صادم بين المحافظات. ففي صنعاء، وصل سعر الذهب اليوم إلى 65 ألف ريال للغرام الواحد عيار 21، بينما تجاوز 204 آلاف ريال في عدن للغرام نفسه، مما يعكس عمق الانقسام المالي والنقدي بين المناطق اليمنية المختلفة.
هذا التباين الهائل في أسعار جرام الذهب يُعزى إلى اختلاف أسعار صرف العملات، حيث يبلغ سعر الدولار في صنعاء 533 ريالاً مقابل 1620 ريالاً في عدن، مما خلق أسواقاً منفصلة تماماً داخل البلد الواحد.
وصل سعر جنيه الذهب في صنعاء إلى 520 ألف ريال للبيع، بينما قفز في عدن إلى مليون و615 ألف ريال، وهو فارق يتجاوز الثلاثة أضعاف. كما سجل الذهب عيار 21 أرقاماً قياسية عالمياً بتجاوزه 4378 دولاراً للأونصة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008.
يأتي هذا الارتفاع العالمي في أسعار الذهب مدفوعاً بالتوترات الجيوسياسية وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما انعكس مباشرة على الأسواق المحلية اليمنية التي تُعتبر من أكثر الأسواق حساسية للتقلبات الاقتصادية العالمية.
