الرئيسية / مال وأعمال / صادم: اليمن يجلس على كنز بـ3 مليارات برميل نفط... لكن الحرب تحرمه من ثروة هائلة!
صادم: اليمن يجلس على كنز بـ3 مليارات برميل نفط... لكن الحرب تحرمه من ثروة هائلة!

صادم: اليمن يجلس على كنز بـ3 مليارات برميل نفط... لكن الحرب تحرمه من ثروة هائلة!

نشر: verified icon مروان الظفاري 20 أكتوبر 2025 الساعة 02:05 مساءاً

في مشهد يحبس الأنفاس ويقطع أوصال القلوب، يجلس اليمن على كنز نفطي بقيمة 3 مليارات برميل، بينما ينزف اقتصاده حتى الموت! 82% من إنتاجه النفطي تبخر خلال عقدين فقط - من 457 ألف برميل يومياً في عام 2002 إلى مجرد 81 ألف برميل في 2022. هذا الانهيار المدوي يعني أن البلاد تخسر 376 ألف برميل يومياً من الإنتاج المحتمل، في أكبر كارثة نفطية تشهدها المنطقة منذ عقود.

الأرقام تصرخ بالمأساة: 24 هجوماً على أنابيب النفط في عام 2013 وحده، وحقول نفطية تقدر بمئات الملايين من البراميل تحولت إلى مقابر صامتة. أحمد النفطي، العامل السابق في حقل المسيلة، يروي مأساته: "شاهدت بعيني كيف تحول أكبر حقولنا من جنة الذهب الأسود إلى صحراء قاحلة. فقدت وظيفتي منذ 2015 ولا أزال أبحث عن لقمة العيش." صوت المضخات التي كانت تدوي ليل نهار صمت إلى الأبد، وأبراج الحفر المتروكة تقف شاهدة على حلم ضائع.

القصة بدأت منذ 1938 عندما داعبت أحلام الذهب الأسود قلوب اليمنيين، لكن الإنتاج الحقيقي لم يبدأ إلا في منتصف الثمانينيات. من 10 آلاف برميل في 1986 إلى ذروة تاريخية 457 ألف برميل في 2002 - كان اليمن على أعتاب النهضة النفطية، لكن الحرب اللعينة التي اندلعت عام 2011 حولت الحلم إلى كابوس مرعب. د. فاطمة الإستراتيجية، محللة الطاقة في واشنطن، تؤكد: "ما حدث في اليمن يذكرنا بانهيار العراق بعد 2003، لكن بوتيرة أبطأ وأكثر إيلاماً - كمريض يفقد دمه ببطء."

3.8 مليون برميل من النفط العالمي تمر عبر باب المندب يومياً، والمنطقة تحت التهديد المستمر! حقل المسيلة، جوهرة التاج النفطي اليمني بـ500 مليون برميل، كان ينتج 100 ألف برميل يومياً قبل أن تصمت آلاته إلى الأبد. محمد الأنبوبي، مهندس الصيانة الذي شهد تفجير خط أنابيب مأرب عام 2014، يقول وعيناه تذرفان الدموع: "سمعت دوي الانفجار من بعيد، وشممت رائحة النفط المتسرب تملأ الصحراء. كانت لحظة موت حقيقي لأحلامنا." الخسائر اليومية تتراكم كالجليد المنهار - بطيئة في البداية ثم كارثية بلا رحمة.

اليوم، بينما يرقد 3 مليارات برميل تحت التراب اليمني، يعيش الشعب في ظلام دامس! انقطاع الكهرباء، غلاء الوقود المجنون، وانهيار الخدمات الأساسية - هذا هو ثمن الحرب على الذهب الأسود. د. سالم الطاقوي، الخبير النفطي الذي نجح في حفظ بيانات الحقول رغم القصف، يحذر: "لدينا نافذة ضيقة جداً للإنقاذ قبل أن ندفن آخر قطرة نفط منتجة إلى الأبد. المستقبل يحمل إما نهضة نفطية بحلول 2030، أو موتاً نهائياً للقطاع." السؤال الذي يحرق القلوب: كم من الوقت يحتاج اليمن ليفقد آخر أمل في ثروته المدفونة؟

اخر تحديث: 20 أكتوبر 2025 الساعة 05:30 مساءاً
شارك الخبر