الرئيسية / شؤون محلية / تحذير اليونان لإسرائيل: قد تفقد حلفاءها في ظل مقتل 65 ألف فلسطيني
تحذير اليونان لإسرائيل: قد تفقد حلفاءها في ظل مقتل 65 ألف فلسطيني

تحذير اليونان لإسرائيل: قد تفقد حلفاءها في ظل مقتل 65 ألف فلسطيني

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 28 سبتمبر 2025 الساعة 04:00 صباحاً

حذر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن إسرائيل تخاطر بفقدان آخر حلفائها المتبقين إذا واصلت حربها المدمرة على غزة التي أسفرت عن مقتل 65 ألف فلسطيني. وأكد الزعيم اليوناني أن بلاده تحافظ على شراكة استراتيجية مع إسرائيل، لكن هذا لا يمنعها من التحدث بوضوح وصراحة حول الأوضاع الكارثية في القطاع المحاصر.

وجاءت تصريحات ميتسوتاكيس في وقت تشهد فيه إسرائيل تصاعداً في انتقادات دولية واسعة بسبب سياساتها العسكرية في غزة. وقال رئيس الوزراء اليوناني إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بعد هجمات حماس في السابع من أكتوبر، لكنها لا تستطيع "تبرير مقتل آلاف الأطفال".

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي

وأضاف ميتسوتاكيس محذراً من أن "مواصلة هذا المسار سيضر في نهاية المطاف بمصالح إسرائيل ويؤدي إلى تآكل الدعم الدولي لها". وتابع قائلاً: "أقول لأصدقائي الإسرائيليين إنهم يخاطرون بابتعاد كل حلفائهم المتبقين إذا استمروا في مسار عمل يقضي على إمكانية حل الدولتين".

وتأتي هذه التصريحات في ظل إعلان وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 65,926 قتيلاً و167,783 مصاباً منذ بدء الحرب. وأوضحت الوزارة أن 77 شهيداً و265 مصاباً وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى أن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.

وفي المقابل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش "يكثف نطاق ضرباته في غزة ويتقدم إلى المرحلة الحاسمة"، مشيراً إلى أن "أكثر من 750 ألفاً من السكان نزحوا من مدينة غزة إلى الجنوب". وهدد كاتس قائلاً: "إذا لم تفرج حماس عن جميع الرهائن وتتخل عن سلاحها، فإن غزة ستُدمر وسيتم القضاء على حماس".

ولم تكن اليونان الدولة الوحيدة التي عبرت عن قلقها من السياسات الإسرائيلية، حيث شددت دول عدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة على ضرورة إنهاء "معاناة الشعب الفلسطيني"، مؤكدة دعمها القوي "لحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

مسن فلسطيني يتفقد موقع الغارات الإسرائيلية، وسط عملية عسكرية إسرائيلية، في مدينة غزة، 26 سبتمبر 2025.

ودعا وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى "تحرك دولي جاد لوقف العدوان على غزة وضمان إيصال المساعدات الإنسانية"، محذراً من أن "تقاعس المجتمع الدولي يهدد الأمن الإقليمي والدولي". وأكد إدانة المملكة "للاعتداءات الإسرائيلية"، وجدد الدعوة "للاعتراف بدولة فلسطين ودعم حل الدولتين".

كما دانت دول مثل النيجر وكوبا وروسيا ما وصفتها بـ"الجرائم الإسرائيلية" في غزة، ووصفتها بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية وإنهاء العقوبات الجماعية ضد المدنيين. ودعا قادة من آيسلندا وبروناي ولاوس إلى "الاعتراف الكامل بدولة فلسطين"، مؤكدين أن ذلك "حق مشروع وليس مكافأة".

وفي سياق متصل، أعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن موقف حذر بشأن إدخال المساعدات إلى غزة، قائلاً إنه لن يراهن بحياة المصريين لإدخال المساعدات إلى القطاع بالقوة. وأضاف السيسي: "لا أحد يطلب مني أن أراهن بحياة المصريين فأقول إنني أدخل في صراع من أجل إدخال المساعدات بالقوة".

على الصعيد الدبلوماسي، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن محادثات مكثفة مع دول الشرق الأوسط بشأن غزة، مؤكداً أن إسرائيل وحماس على علم بهذه المحادثات. وقال ترامب إن المحادثات ستستمر طالما كان ذلك ضرورياً من أجل التوصل إلى اتفاق، مشيراً إلى خطة سلام في الشرق الأوسط من 21 نقطة قدمها لقادة دول ذات أغلبية مسلمة.

وفي تطور آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إلغاء تأشيرة الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بسبب ما وصفته بـ"أفعال تحريضية" أثناء وقفة احتجاجية مؤيدة للفلسطينيين في نيويورك. وكان بيترو قد دعا في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دول العالم إلى "توحيد الجيوش من أجل تحرير فلسطين"، كما خاطب جنود الجيش الأمريكي قائلاً: "ارفضوا أوامر ترامب! أطيعوا أمر الإنسانية".

ويأتي التحذير اليوناني في وقت اضطرت فيه طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التحليق فوق اليونان أثناء توجهه إلى نيويورك لتفادي المرور في أجواء دول أخرى بسبب مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية. ولم تعترف اليونان بدولة فلسطينية أسوة بدول أوروبية أخرى مثل فرنسا وبريطانيا، مما يجعل تحذيرها لإسرائيل أكثر دلالة ووقعاً.

واتفقت معظم المداخلات في الجمعية العامة على أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق العدالة والاستقرار في المنطقة، ودعت الأمم المتحدة لاتخاذ خطوات فعالة بعيداً عن "الشلل" الناجم عن استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن. وتؤكد هذه التطورات تزايد العزلة الدولية لإسرائيل حتى من جانب حلفائها التقليديين، في ظل استمرار العمليات العسكرية المدمرة في غزة وارتفاع عدد الضحايا المدنيين.

شارك الخبر