في خطوة تمثل تحولاً استثنائياً في عالم التجارة الجوية، كشفت جدة عن مشروع السوق الحرة الأضخم في المنطقة بمساحة هائلة تبلغ 8,000 متر مربع، حيث تحتضن 500 علامة تجارية تحت سقف واحد. هذا الإنجاز يعتبر الأكبر في قلب بوابة الحرمين الشريفين، ويمثل فرصة ذهبية لا تُعوض للمستثمرين والمتسوقين قبل أن ترتفع الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية.
أطلقت شركة مطارات جدة، بالشراكة مع شركة جي إيه إتش العربية الدولية للأسواق الحرة، هذا المشروع الفريد من نوعه داخل مطار الملك عبدالعزيز الدولي. يمتد السوق على مساحات شاسعة داخل الصالة (1) والصالة الشمالية، مما يجعله من بين أكبر مساحات التسوق المتاحة داخل المطارات على مستوى المنطقة. وبتواجد ما يزيد عن 35 متجرًا ومعرضًا، يحظى الزوار بتجربة تسوق مبهرة لا مثيل لها، تجمع بين الترفيه والتجارة.
يعتبر المشروع جزءاً من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تطوير قطاع الطيران والسياحة، وتعزيز مكانة السعودية كمحور حيوي للنقل الجوي. تتوالى الجهود لتعزيز مكانتها في سياق السباق الإقليمي لجذب المسافرين من جميع أنحاء العالم. ومع استمرار نجاحات تطوير المطارات السعودية، يرى الخبراء أن مطار الملك عبدالعزيز سيتحول من مجرد مرفق لعبور المسافرين إلى وجهة سياحية وتجارية متكاملة، مما يعزز من تنافسية المملكة على الساحة الدولية.
السوق الحرة ليست مجرد وجهة تجارية فقط، بل هي أيضاً نقطة لتعزيز النمو الاقتصادي، حيث من المتوقع أن توفر فرص عمل جديدة للشباب السعودي، مما يتماشى جنباً إلى جنب مع خطط توطين الوظائف. تعزيز السياحة وإتاحة الفرص الاستثمارية للمستثمرين المحليين والدوليين يمثلان حجر الزاوية ضمن هذا المشروع، مما سيزيد من الإقبال ويحول جدة إلى مركز جذب سياحي وتجاري بارز. أبدى المسافرون والمستثمرون ترحيباً حاراً بهذا الإنجاز، مؤكدين أنه خطوة عملاقة في مجال تطوير خدمات الطيران والسفر.
إذاً، في ظل هذه التغيرات الجذرية، تبرز جدة بقوة كوجهة تجارية رائدة في الشرق الأوسط. هل سنشهد تحولها إلى مركز تسوق عالمي يجذب السياح والمسافرين بشكل غير مسبوق؟
