14 عامًا! هذا ما قضته أم مصرية في انتظار عودة ابنها من خلف القضبان. والدة علاء عبد الفتاح تحولت من سيدة في الستينات إلى محاربة لا تعرف الاستسلام. بعد عام كامل من انتهاء محكوميته رسمياً، يخرج أخيراً للحرية، انتصار، محاربة، صمود، إرادة حديدية، لحظة تاريخية، عدالة متأخرة.
ضمن قرار رئاسي غير مسبوق، أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عفواً رئاسياً عن الناشط السياسي علاء عبد الفتاح وخمسة آخرين. شمل هذا القرار 6 أشخاص بناءً على مناشدة المجلس القومي لحقوق الإنسان للظروف الأسرية الحرجة. علاء، البالغ من العمر 42 عامًا، عانى من 14 عامًا من النضال واعتقالات متكررة لتُبهر الفرح العارم الأسر ودموع الفرح تختلط بالصدمة من تحقق المستحيل.
تمثل قصة علاء رحلة طويلة من الاعتقالات المتكررة بدأت منذ ثورة 2011، حيث أصبح رمزاً للحريات في مصر. الضغوط الدولية والجنسية البريطانية وحالة الوالدة الصحية التي كانت أحد الأسباب المؤثرة، جعلت من هذا القرار لحظة تاريخية تُشبه قضايا المعتقلين السياسيين كنيلسون مانديلا. يتوقع الخبراء أن يكون هذا القرار بداية لتحسن أوسع في ملف حقوق الإنسان.
على المستوى الشخصي، يمنح هذا العفو الأمل لآلاف الأسر التي تنتظر عودة أحبائها. من المتوقع أن تحسن العلاقات المصرية البريطانية وتضغط المؤسسات الحقوقية لإطلاق سراح معتقلين آخرين. فهي فرصة ذهبية لتحسين صورة مصر، لكن يجب التعامل بحكمة مع التطلعات المتزايدة. وبينما تعم الفرحة، يواجه القرار انتقادات لتأخره.
وفي النهاية، تلخص القصة انتصار إرادة الأم، عدالة متأخرة لكنها واصلة، أمل جديد للأسر. السؤال الذي يبقى: هل سيتبع هذا القرار قرارات أخرى مماثلة؟ وعلى الأسر الأخرى عدم فقدان الأمل والاستمرار في المناشدة. إذا كانت إرادة أم واحدة قادرة على تحريك الجبال، فماذا لو اتحدت إرادات جميع الأمهات؟