50 عاماً من الصمت المطبق في مدينة كانت تستقبل 40 ألف زائر سنوياً… في تطور مثير وجرئ، قام البلوغر السعودي عبد العزيز أكرم باقتحام "مدينة الأشباح" المحرمة فاروشا في قبرص، وهي مدينة تجمّد فيها الزمن منذ السبعينات، والساعات لا تزال تشير لنفس اللحظة. قبل أن تنهار المباني نهائياً، شاهد ما وثقه المغامر السعودي بكاميرته عن أسرار هذا المكان الغامض.
منذ أكثر من 50 عاماً، تركت مدينة فاروشا بصمتها كوجهة سياحية للأثرياء والنخبة، حيث كان عدد سكانها يصل إلى 40 ألف نسمة ونحو 50 فندقاً فاخراً يحتلون شواطئها الساحرة. عبد العزيز أكرم، البلوغر السعودي الشجاع، وثّق مغامرته المثيرة في استكشاف المدينة المحظورة، التي سُمح بدخولها للسياح بشكل محدود منذ 5 سنوات فقط. "المدينة تحولت إلى مدينة مهجورة بسبب عدم عودة السكان الأصليين"، علق أكرم.
تعود خلفية هذا الأمر إلى النزاع التركي-اليوناني الذي وقع في السبعينات وأدى إلى احتلال فاروشا عسكرياً من قبل القوات التركية، فتتحول الجنة السياحية إلى مدينة أشباح بسبب الصراع السياسي المستمر. مثل بومبي الحديثة التي تجمدت بفعل البركان، توقفت الحياة في فاروشا بفعل الحرب والنزاع. يتوقع الخبراء توجه السياح لاستكشاف مدن تاريخية ومهجورة مثل فاروشا، في ظل الاهتمام المتزايد بالسياحة التراثية.
ما اكتشفه البلوغر السعودي يشمل التأثير اليومي على حياة المستكشفين والمغامرين العرب، الذين يجدون في مثل هذه المغامرات فرصاً جديدة للاستكشاف، بالإضافة إلى قيادتهم لزيادة الاهتمام بالسياحة نحو قبرص. ومع الفرص الكبيرة للاستثمار في القطاع السياحي، تبقى التحذيرات قائمة من المخاطر التي قد تترتب على انهيار المباني المتداعية. ردود الأفعال تفاوتت بين الانبهار بجرأة المغامر، والقلق من المخاطر، والاهتمام بالتاريخ السياسي والاجتماعي للمنطقة.
مغامرة استثنائية في مدينة محظورة منذ 50 عاماً تقدم نظرة غير مسبوقة على فاروشا التي يتأرجح مستقبلها بين التطوير والاندثار. هل ستجرؤ على زيارة مدينة توقف فيها الزمن منذ نصف قرن؟ هذه الدعوة تجذب عشاق المغامرة والتاريخ لاستكشاف أماكن طالما ظلت بعيدة عن الأنظار.
