شاهد الريال اليمني انهياراً كارثياً يهدد بقاء الاقتصاد ويؤثر بشكل مباشر على حياة 30 مليون يمني. 1078 ريال! هذا هو الفارق الذي يدفعه مواطن عدن أكثر من مواطن صنعاء لشراء دولار واحد فقط. بينما تستيقظ أسر يمنية بأموال تبخرت في ساعات، الخسارة تتصاعد مع كل دقيقة تأخير.
الانهيار يشهد تفاوتاً تاريخياً في سعر الصرف لأكثر من 1000 ريال للدولار الواحد، حيث يصل السعر في عدن إلى 1615 ريالاً للدولار، مقابل 537 ريالاً في صنعاء، ما يمثل زيادة تزيد عن 200%. المصادر المصرفية تؤكد: "هذا أسوأ انهيار في تاريخ الريال اليمني". في مشهد مأساوي، الآلاف من الأسر تعيش تحت وطأة الأزمة وتواجه خطر فقدان كامل لقدرتها الشرائية.
مر العالم بعقد من الحرب والانقسام السياسي الذي قاد إلى تشتت السياسة النقدية، مع توقف الصادرات النفطية وانقسام البنك المركزي تحت وطأة الحصار الاقتصادي. كالأزمات التي شهدتها عملات عربية سابقة مثل لبنان والعراق، يحذر الخبراء من انهيار اقتصادي كامل إذا لم يكن هناك تدخل عاجل لوقف النزيف.
التأثير المباشر لهذه الأزمة يظهر جلياً في الحياة اليومية، حيث تكافح العائلات لشراء الضروريات وتوقف العلاج الطبي وانقطاع التعليم. تتكشف نتائج جديدة مثل موجة تضخم، وإغلاق محلات تجارية، وهجرة متزايدة، حيث يقع على المواطنين التحرك بسرعة لحماية مدخراتهم. في ظل غضب شعبي وقلق التجار وتحرك منظمات دولية، يبقى السيناريو الأكثر احتمالاً هو استمرار التدهور التدريجي.
في نهاية المطاف، انهيار الريال اليمني يشكل تهديداً غير مسبوق على حياة المواطنين، وقد يتحول إلى مأساة إنسانية واقتصادية ما لم يتم التحرك بشكل فوري. المجتمع الدولي مدعو للتحرك فوراً، فيما على المواطنين حماية أنفسهم بكل السبل الممكنة. يبقى السؤال المخيف: "هل سيكون اليمن أول دولة في التاريخ الحديث تنهار عملتها بالكامل؟"