سيطر الغموض والتساؤلات على معسكر نيوكاسل يونايتد بعد أداء مخيب للآمال أمام أستون فيلا، حيث فشل الفريق في استغلال التفوق العددي وتحقيق الفوز رغم اللعب ضد عشرة لاعبين لمدة تزيد عن عشرين دقيقة. وكشفت المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي عن حجم الأزمة الهجومية التي يعيشها نيوكاسل في ظل غياب مهاجمه النجم ألكسندر إيساك الذي أضحى محل انتقادات لاذعة من الجماهير.
اتخذت الأزمة بعداً جديداً عندما انقلبت جماهير نيوكاسل على لاعبها المحبوب سابقاً، حيث هتفت "وغد طماع" في إشارة واضحة لرغبة إيساك في الرحيل نحو ليفربول. هذا التحول الدراماتيكي في موقف الجماهير يعكس حجم الإحباط الذي يعيشه المشجعون، خاصة بعد مشاهدة فريقهم يفشل في استغلال الفرص الذهبية أمام مرمى أستون فيلا.
كشفت المباراة عن حقيقة مؤلمة لنيوكاسل، فرغم السيطرة الواضحة على مجريات اللقاء والحصول على فرص متعددة للتسجيل، إلا أن الفريق افتقر للمسة الأخيرة الحاسمة. وقد تجلى هذا النقص بوضوح عندما حصل الفريق على ركلة جزاء وهمية وفرص سانحة عديدة، لكن دون أن يجد الشباك طريقها للهدف الحاسم.
واجه المدرب إيدي هاو تحدياً تكتيكياً معقداً في ظل غياب مهاجم صريح من عيار إيساك، حيث اضطر لدفع أنتوني غوردون في مركز رأس الحربة. ورغم الجهود المخلصة من غوردون والحماس الذي أظهره، إلا أنه ليس مهاجماً صريحاً بطبيعته، وهو ما انعكس على قدرة الفريق في الوصول للمرمى بفعالية.
شهدت الدقيقة السادسة والستون منعطفاً حاسماً عندما انطلق غوردون بسرعة متجاوزاً دفاع فيلا، ليتعرض لعرقلة من إزري كونسا الذي حصل على البطاقة الحمراء. هذا الحدث منح نيوكاسل الأفضلية العددية التي كان يحتاجها لحسم المباراة، لكن الفريق فشل مرة أخرى في استثمار هذا التفوق وتحويله إلى هدف حاسم.
برز أنطوني إلانغا، الوافد الجديد بقيمة 52 مليون جنيه إسترليني، كأحد الحلول المحتملة لأزمة نيوكاسل الهجومية. اللاعب الشاب أظهر ومضات مشرقة من خلال سرعته وقدرته على إرهاق الدفاع المنافس، وكاد أن يسجل في الدقيقة الثالثة لولا تصدي الحارس. لكن رغم هذا الأداء الواعد، يبقى إلانغا حلاً جزئياً لمشكلة تحتاج لمهاجم متمرس وقادر على الحسم.
أعرب هاو عن إحباطه قائلاً: "الأهداف كانت الشيء الوحيد المفقود"، مؤكداً أن الفريق قدم أداءً جيداً في جميع الخطوط عدا اللمسة الأخيرة. وأضاف أن غوردون "كان جيداً للغاية ولا يمكن انتقاد أدائه، فهو يستمتع بهذا الدور"، لكنه لم يخف حاجة الفريق لمهاجم حقيقي.
في لفتة مثيرة للجدل، فتح هاو الباب أمام عودة إيساك رغم الأزمة الحالية، قائلاً: "الباب مفتوح تماماً، عليه أن يقرر ما يريد فعله. أنا أود إيجاد حل". هذا التصريح يعكس مدى يأس المدرب ورغبته في استعادة مهاجمه النجم، حتى لو كان ذلك على حساب كرامة النادي وموقف الجماهير.
لم تقتصر معاناة نيوكاسل على الجانب التكتيكي فحسب، بل امتدت لتشمل الضغوط المالية المتزايدة. فقواعد الربح والاستدامة المالية في الدوري الإنجليزي تقيد قدرة النادي على الإنفاق بحرية، وهو ما يعقد مهمة إيجاد بديل مناسب لإيساك. هذا الواقع المرير دفع بجماهير أستون فيلا للهتاف "تباً لقواعد الربح والاستدامة" تعبيراً عن رفضهم لهذه القيود.
كلفت هذه الأزمة المعقدة نيوكاسل نقطتين ثمينتين أمام أستون فيلا، وقد تكون بداية لسلسلة من النتائج المخيبة إذا لم يجد النادي حلاً سريعاً لمعضلته الهجومية. الوقت ينفد أمام هاو وإدارة النادي لإيجاد مخرج من هذا المأزق، خاصة مع اقتراب نهاية فترة الانتقالات الصيفية.
يبقى السؤال المحوري: هل سيتمكن نيوكاسل من تجاوز هذه الأزمة دون إيساك، أم أن عودة النجم السويدي تمثل الحل الوحيد لإنقاذ موسم الفريق؟ الإجابة ستحددها الأسابيع القادمة التي ستكشف مدى قدرة هاو على إيجاد بدائل تكتيكية فعالة، أو نجاح الإدارة في إقناع إيساك بالبقاء والتراجع عن قرار الرحيل المثير للجدل.