تواجه مدينة صنعاء القديمة تهديداً مباشراً من الفيضانات التاريخية التي اجتاحت العاصمة اليمنية، حيث تم تسليم 42 منزلاً تم ترميمها مؤخراً، بينما تقف عشرات المنازل الأخرى على حافة الانهيار في ظل الأمطار الغزيرة المستمرة وتوقف مخصصات وحدة الطوارئ المخصصة لحماية هذا الموقع التراثي العالمي.
أكملت وزارة الثقافة والسياحة وأمانة العاصمة صنعاء تسليم 42 منزلاً ضمن المرحلة الثالثة من المشروع الطارئ لترميم المنازل التاريخية في صنعاء القديمة. هذا الإنجاز يأتي في توقيت حرج تشهد فيه المدينة أمطاراً غزيرة غير مسبوقة تهدد بانهيار عشرات المنازل الأثرية الأخرى.
تشهد العاصمة صنعاء موجة أمطار استثنائية منذ بداية الشهر الجاري، مما يضع ضغطاً هائلاً على المباني الطينية التقليدية في المدينة القديمة. هذه المباني التاريخية، التي يعود بعضها لأكثر من ألف عام، تواجه خطراً حقيقياً بسبب تشبع جدرانها الطينية بالمياه، مما يضعف بنيتها الأساسية ويجعلها عرضة للانهيار.
يحذر المختصون في الآثار اليمنية من تفاقم الوضع في ظل توقف صرف مخصصات وحدة الطوارئ في هيئة الحفاظ على المدن التاريخية. هذا التوقف يعرقل عمليات الإنقاذ العاجلة والصيانة الطارئة التي تحتاجها المباني المهددة بالانهيار، خاصة مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة على المدينة.
تأتي هذه التحديات في سياق أوسع من الأضرار التي تشهدها مختلف المناطق اليمنية جراء الأمطار الغزيرة الحالية. فقد سجلت محافظات عدة انهيارات في المنازل وخسائر بشرية، مما يعكس حجم التهديد الذي تواجهه البنية التحتية والتراث المعماري اليمني في مواجهة هذه الظروف المناخية الاستثنائية.
يحمّل المهتمون بالتراث اليمني وزير المالية المسؤولية الكاملة عن تأخير صرف مخصصات وحدة الطوارئ، مؤكدين أن إطلاق هذه المخصصات سيكون له الأثر البالغ في شراء المواد والمعدات اللازمة لأعمال الطوارئ والإنقاذ للمباني الموضوعة على قائمة التراث العالمي. كما يشيرون إلى أن انهيار أسقف بعض المباني بدأ فعلياً، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا التراث الإنساني.
تمثل صنعاء القديمة أحد أهم المواقع التراثية على مستوى العالم، حيث تضم أكثر من 6000 منزل تراثي يعكس عبق التاريخ اليمني وعراقة الحضارة العربية الإسلامية. هذه المدينة التي أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي تواجه اليوم تحدياً وجودياً قد يؤدي إلى فقدان جزء كبير من هويتها التاريخية إذا لم تتم معالجة الوضع بصورة عاجلة وفعالة.
