كشفت مواجهة برشلونة أمام ليفانتي عن عبقرية تكتيكية استثنائية من المدرب الألماني هانزي فليك، الذي نجح في قلب الطاولة خلال 3 دقائق فقط وتحويل تأخر الفريق بهدفين إلى انتصار مثير 3-2، مما يؤكد قدرته على إحداث تغييرات جذرية في مسار المباريات بفضل مفاجآته التكتيكية المدروسة.
ابتدأ برشلونة المباراة بتشكيلة مفاجئة ضمت فيران توريس في مركز المهاجم الصريح، بينما فضل فليك إراحة روبرت ليفاندوفسكي على مقاعد البدلاء. هذا القرار الجريء أثار تساؤلات كثيرة قبل انطلاق المباراة، لكنه أثبت صحته لاحقاً عندما لعب توريس دوراً محورياً في عملية الإنقاذ التاريخية.
واجه الفريق الكتالوني صدمة كبيرة في الشوط الأول عندما تقدم ليفانتي بهدفين عبر إيفان روميرو وخوسيه لويس موراليس من ركلة جزاء، مما وضع فليك أمام اختبار حقيقي لقدراته التدريبية في أول مواجهة صعبة له مع النادي الكتالوني هذا الموسم في الليغا.
جاءت اللحظة الفاصلة مع بداية الشوط الثاني، حيث كشف فليك عن خطته السرية بإجراء تعديلات تكتيكية دقيقة غيرت وجه المباراة تماماً. التحولات التي أدخلها على الطريقة الهجومية وحركة اللاعبين في الثلث الأخير من الملعب، أتاحت لبيدري تسجيل هدف تقليص الفارق بتسديدة صاروخية بعد 4 دقائق فقط من استئناف اللعب.
المفاجأة الأكبر جاءت عندما استطاع توريس إدراك التعادل بعد 3 دقائق من هدف بيدري، مستفيداً من ركلة ركنية نفذها رافينيا بطريقة مبتكرة. هذا الهدف أكد صحة قرار فليك بالاعتماد على توريس كرأس حربة بدلاً من ليفاندوفسكي، وأظهر عمق الرؤية التكتيكية للمدرب الألماني في قراءة طبيعة المباراة واحتياجات الفريق.
توجت الريمونتادا التاريخية بهدف عكسي سجله أوناي إلغيزابالا في مرماه في بداية الوقت بدل الضائع، ليكتمل بذلك المشهد الدرامي الذي عكس قدرة فليك على استخراج أفضل ما لدى لاعبيه في اللحظات الحرجة. هذا الانتصار يؤكد أن برشلونة تحت قيادة المدرب الألماني يمتلك المرونة التكتيكية والروح القتالية اللازمة لمواجهة التحديات الصعبة في الموسم الجديد.
يذكر أن برشلونة حافظ بهذا الفوز على انطلاقته المثالية في الدوري الإسباني بعد فوزه الكبير على مايوركا في الجولة الافتتاحية، مما يشير إلى نجاح فليك في زرع فلسفته التكتيكية بسرعة ملحوظة داخل صفوف الفريق الكتالوني.