تواصل السيول الجارفة التي ضربت اليمن خلال الساعات الماضية حصد الأرواح وتدمير البنية التحتية، حيث ارتفع عدد الضحايا إلى 5 أشخاص بينهم 3 أطفال، فيما تواجه عدة جسور حيوية خطر الانهيار الوشيك مما يهدد بعزل محافظات كاملة عن بعضها البعض.
سجلت محافظة حجة أعنف المآسي الإنسانية، إذ لقي 3 أطفال مصرعهم وأصيب والدهم يحيى عبدالله حجاجي إصابة بليغة جراء انهيار منزلهم في قرية الخضراء بمديرية كعيدنة تحت وطأة الأمطار الغزيرة المستمرة منذ أيام.
وفي محافظة شبوة الجنوبية، جرفت السيول العنيفة الطفل ذياب عبدالكريم المتاش ووالده عبدالكريم الذي يعمل مساعداً طبياً، حيث غرقا في وادي بلحارث شمال غرب المحافظة أمس الجمعة. كما أودت صاعقة رعدية بحياة شخصين وأصابت 4 آخرين في قرية محصام السنيدر بمحافظة الحديدة الغربية.
في موازاة ذلك، تواجه شرايين النقل الحيوية في البلاد تهديداً وجودياً حقيقياً، حيث تعرض جسر العند في محافظة لحج لأضرار جسيمة بعد أن جرفت السيول الجارفة أساسات أحد أعمدته الرئيسية، مما تسبب في تصدعات خطيرة وانخفاض واضح في أحد مساراته.
يشكل هذا الجسر الحيوي الشريان الرئيسي الذي يربط محافظة لحج بالعاصمة عدن ومحافظتي الضالع وتعز، مما يعني أن أي انهيار كامل له سيؤدي إلى عزل المنطقة عزلاً شبه كامل عن محيطها الجغرافي. وحذرت الجهات المختصة المواطنين من استخدام الجسر إلا بحذر شديد، فيما تواصل الفرق الهندسية تقييم الأضرار لوضع حلول عاجلة تضمن استمرار الحركة.
وامتدت المأساة لتشمل جسر العرائس في ذات المحافظة، حيث أحدثت قوة تدفق المياه تآكلاً خطيراً في أعمدته وتصدعات بالغة في أجزائه، مما يجعله مهدداً بالانهيار الكامل في أي لحظة. ويربط هذا الجسر مناطق واسعة من لحج ببقية المحافظات، وأي انهيار له قد يؤدي إلى عزل عشرات القرى وتعطيل الحركة التجارية بشكل كامل.
طالب مهندسون مدنيون وزارة الأشغال وصندوق صيانة الطرق بالتدخل العاجل لتنفيذ معالجات فورية قبل وقوع كارثة أكبر، محملين السلطات المحلية مسؤولية أي تبعات ناجمة عن التأخر في التدخل.
وفي العاصمة عدن، أصدر محافظها أحمد حامد لملس توجيهات عاجلة لأجهزة الدفاع المدني وصندوقي النظافة والصرف الصحي بالتحرك الفوري لمساندة المواطنين والتعامل مع تداعيات المنخفض الجوي الذي غمر شوارع المدينة وأعاق حركة المرور.
ضربت الفيضانات أيضاً مخيم عمار بن ياسر للنازحين في مديرية دارسعد شمالي عدن، والذي يضم نحو 500 أسرة وأكثر من 3 آلاف شخص. غمرت السيول خيام النازحين وأغرقتها، مما أدى إلى تلف المواد الغذائية ومقتنيات الأسر وحولت المخيمات إلى برك مياه راكدة، وسط تحذيرات من كوارث صحية وبيئية.
كما شهدت محافظة الحديدة قطع طريق في منطقة الكوكبية بمديرية القطيع القريبة من باجل، التي تربط الحديدة بصنعاء، بعد جرف قاطرة مع ركابها، مما أدى إلى تعطيل حركة المرور بشكل كامل وأضرار في منازل وممتلكات المواطنين.
وأشار مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت إلى أن اليمن يعيش ظروفاً مطرية استثنائية فاقت المعدلات الموسمية الطبيعية بكثير، حيث تشهد البلاد تتالياً للمنخفضات الجوية، مما يرفع من احتمالات استمرار هطول الأمطار الغزيرة خلال الفترة المقبلة، في ظل بنية تحتية هشة فشلت في الصمود أمام كوارث السيول المتكررة.