في موقف استثنائي يجسد معاني الشجاعة والإنسانية، نجح الفنان التشكيلي العُماني المعروف منتصر الغافري في إنقاذ مواطن يمني من موت محقق وسط سيول جارفة اجتاحت منطقة بن عيفان بمديرية القطن في محافظة حضرموت شرقي اليمن.
الحادثة التي وقعت أثناء عودة الغافري من زيارة فنية لمنطقة دوعن، تحولت إلى مشهد بطولي حقيقي عندما خاطر الفنان بحياته لإنقاذ شخص غريب من قبضة المياه الهائجة.
كان الغافري قد أنهى زيارته الفنية لوادي دوعن المعروف بجماله الطبيعي وتراثه العريق، عندما شهد منظراً مروعاً لمواطن يمني تجرفه السيول القوية. رغم محاولات متكررة من الأهالي المحليين لإنقاذ الرجل العالق، فشلت جميع المساعي بسبب قوة التيار المائي وارتفاع منسوب المياه الخطير.
في لحظة حاسمة، اتخذ الفنان العُماني قراراً شجاعاً بالتدخل المباشر. وبحسابات دقيقة وإصرار استثنائي، تمكن من الوصول إلى الضحية وسحبه إلى بر الأمان، وسط هتافات الفرح والامتنان من المحيطين الذين شهدوا هذا العمل البطولي النادر.
وصف أحد شهود العيان المشهد قائلاً: "شاهدنا شباباً كثيرين يحاولون عبور الوادي، لكن قوة السيل كانت هائلة. عندما تقدم الفنان منتصر للإنقاذ، خشينا عليه من الإصابة، لكنه أظهر حسماً وثقة مذهلين. لقد أنقذ حياة إنسان بفضل الله تعالى".
الغافري، المعروف بنشاطه الاجتماعي وانتمائه الإنساني، ليس غريباً عن الأعمال الخيرية والمبادرات المجتمعية. فهو من أبرز الفنانين التشكيليين في السلطنة، ويشتهر باهتمامه بالقضايا الإنسانية وتنفيذ مشاريع فنية تعاونية بين عُمان واليمن تهدف لتعزيز الحوار الثقافي وبناء جسور التواصل بين الشعوب.
زيارة الغافري الحالية لحضرموت تندرج ضمن مشروع فني يهدف لتوثيق التراث الحضرمي، لكنها تحولت إلى حدث إنساني يتجاوز الفن إلى فعل الخير المباشر. كان آخر أعماله الفنية في المنطقة جدارية تخلد ذكرى الشهيد الفلسطيني أنس الشريف في مديرية تريم بحضرموت، بمشاركة نجوم الفن التشكيلي اليمنيين.
الحادثة أثارت تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول ناشطون يمنيون مقاطع وصوراً توثق لحظة الإنقاذ المثيرة. أشاد المتفاعلون بمروءة الفنان العُماني، معتبرين أن موقفه يعكس شهامة العُمانيين ونخوتهم المعهودة مع أشقائهم اليمنيين.
وصف رواد مواقع التواصل واقعة الفنان العُماني بأنه "لم يرسم بريشته فقط، بل جسّد لوحته الأجمل بعمل إنساني على أرض اليمن". فيما عبّر آخرون عن امتنانهم العميق، مؤكدين أن الموقف يعكس عمق الروابط الأخوية التاريخية بين الشعبين اليمني والعُماني.
تناولت وسائل إعلام يمنية محلية الحادثة باعتبارها نموذجاً مشرقاً للتلاحم العربي والبعد الإنساني للفنانين، مشيرة إلى أن الغافري تحوّل من زائر ثقافي إلى بطل إنساني حقيقي في عيون اليمنيين، مما يؤكد أن الفن الحقيقي لا يقتصر على الإبداع التشكيلي، بل يمتد ليشمل الإبداع في العطاء والتضحية من أجل الآخرين.
