تحولت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن إلى مسرح مائي مذهل فجر الثلاثاء، حيث أضاءت الصواعق الرعدية القوية سماء المدينة بينما غرقت ثماني مديريات تحت مياه السيول العارمة، مما دفع السلطات المحلية إلى إعلان حالة الطوارئ ورفع الجاهزية إلى أقصى مستوياتها لمواجهة هذا التحدي الطبيعي الاستثنائي.

استمرت أمطار عدن الغزيرة لثلاث ساعات متواصلة، مصحوبة بعواصف رعدية مدوية ضربت قمم الجبال المحيطة ببوابة عدن وقلعة صيرة. هذا المشهد الطبيعي الدراماتيكي خلق حالة من الذعر المختلط بالإعجاب بين الأهالي، حيث أضاءت الصواعق الثلاث القوية سماء المدينة بأكملها.
اجتاحت سيول عدن شوارع وأحياء المديريات الثمان جميعها، مما تسبب في ارتفاع منسوب المياه وشلل شبه كامل لحركة السير على الطرق الرئيسية. غمرت المياه المنازل في الطوابق الأرضية والمباني غير المسقوفة، بينما جرفت السيول عدداً من المركبات خلف مبنى شرطة التواهي، مخلفة أضراراً واسعة في الممتلكات.
تدخلت فرق الطوارئ والدفاع المدني بسرعة لإجلاء السكان من المواقع المتضررة، حيث انتشرت سيارات الإسعاف وقوات الدفاع المدني في مختلف الأحياء السكنية. أعلنت المجالس المحلية رفع درجة الجاهزية للتعامل مع تداعيات هذا المنخفض الجوي القوي، داعية المواطنين إلى تجنب عبور الشوارع المغمورة بالمياه والتحلي بأقصى درجات الحيطة والحذر.
حذر خبير الأرصاد الجوية نبيل عبود من خطورة السحابة الماطرة التي تغطي عدن، مؤكداً أنها لا تزال في حالة تكثف وتوسع مستمر. امتد تأثير هذه السحابة شرقاً نحو محافظة أبين، وشمالاً باتجاه لحج والضالع، ووصل إلى جنوب إب وجنوب غرب ذمار، وغطى كامل محافظة تعز، بل وامتد غرباً ليصل إلى جنوب البحر الأحمر وحتى إريتريا وإثيوبيا.
أثار هذا الحدث الجوي الاستثنائي مخاوف واسعة من تكرار سيناريو الفيضانات المدمرة التي ضربت عدن في أعوام سابقة وتسببت في خسائر بشرية ومادية فادحة، خاصة في ظل ضعف البنية التحتية وغياب منظومة تصريف فعالة لمياه الأمطار، مما يفاقم من آثار هذه الكوارث الطبيعية على المدينة.