في مشهد صادم يبعث على الحزن والتفكير، كان أحد المواطنين يتناول طعامه في أحد المولات بالعاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، حين لاحظ رجلاً في الخمسينات من العمر يجلس وحيداً.
بدا الرجل أنيقاً ونظيفاً ولكن كان يضع كانيولا، مما أشار إلى أنه قد يكون مريضاً.
أثناء تناول الطعام، لاحظ المواطن أن الرجل كان يراقبه بين الحين والآخر لكنه لم يعير الأمر اهتماماً كبيراً في البداية. ولكن ما حدث بعدها كان له أثر بالغ على نفسه.
قبل أن ينهي الزبون طعامه ويستعد للمغادرة، حدثت واقعة غيرت نظرته تماماً.
الرجل ذو الخمسينات الذي كان يراقب المائدة، اندفع مسرعاً لالتقاط بقايا الطعام قبل أن يصلها عامل النظافة.
وبدون أن يلفظ بكلمة، بدأ يأكل بنهم، كمن يعاني من جوع شديد.
الأمر كان مؤثراً لدرجة أنه أثر على مشاعر المواطن العادي، الذي شعر بالذهول والعجز عن التحدث،
وهو يشاهد كرامة هذا الرجل تُراوغ عبر اعتزاز ظاهري يخفي جوعاً دامياً.
الظاهرة التي تمت مناقشتها في تقرير كاتب القصة، تشير إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي قد يواجهه العديد من الأشخاص في المجتمع، حيث يتحمل البعض نقص الحاجة الماسة للغذاء، بينما يجنون تركة العزة المتبقية.
الموقف ألقى بالضوء على الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يعاني منها البعض في صمت، تاركاً خلفه علامات استفهام حول الحالة الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.