في قلب مدينة المخا الساحلية بمحافظة تعز، تقف محطة الوزن المحوري شاهدة على جهود حثيثة تُبذل للحفاظ على البنية التحتية للطرق اليمنية.
وتعمل الفرق الفنية في هذه المحطة بلا كلل على مراقبة وضبط أوزان الشاحنات الثقيلة، حيث تضطلع بمسؤولية حيوية تتمثل في تفريغ الحمولات الزائدة والمخالفة للقانون.
هذه المهمة التي قد تبدو روتينية للوهلة الأولى، تشكل في الواقع خط الدفاع الأول عن شبكة الطرق اليمنية وضمان استدامتها وسلامة مستخدميها من المخاطر المحتملة.
مهام محطة الوزن المحوري:
تضطلع محطة الوزن المحوري في المخا بمجموعة من المهام الحيوية التي تتجاوز مجرد وزن الشاحنات.
وفقاً لمصادر محلية، تقوم المحطة بتقييم دقيق لحمولات الشاحنات للتأكد من التزامها بالمعايير والأوزان المسموح بها قانوناً.
وعندما ترصد المحطة تجاوزات في الأوزان، تتولى الفرق الفنية المتخصصة تنظيم عملية تفريغ الحمولات الزائدة بطريقة آمنة ومنظمة، ليتم نقل البضائع الفائضة عبر وسائل نقل إضافية.
ويشير خبراء النقل إلى أن هذه العملية ليست مجرد إجراء روتيني، بل هي تدخل استراتيجي يساهم في إطالة عمر الطرق وتقليل التكاليف المالية الباهظة التي تنجم عن إعادة تأهيل الشبكات المتضررة.
تحديات الحمولات الزائدة
تمثل الحمولات الزائدة على الشاحنات تهديداً مستمراً للبنية التحتية للطرق في اليمن.
فوفقاً لمتخصصين في مجال الهندسة المدنية، يمكن للشاحنة التي تحمل وزناً يتجاوز المسموح به أن تتسبب بأضرار تعادل مرور عشرات المركبات ذات الأوزان القانونية.
ويؤدي هذا الضغط الزائد على الطرق، إلى تشققات وهبوطات أرضية وتدهور سريع في جودة الأسفلت.
بالإضافة إلى ذلك، تشكل هذه الشاحنات ذات الأحمال الزائدة خطراً كبيراً على سلامة المرور، حيث تزداد احتمالية وقوع الحوادث بسبب صعوبة السيطرة عليها خاصة عند المنحدرات، ناهيك عن تأثيرها السلبي على انسيابية حركة المرور وزيادة الازدحامات على الطرق.
الخطة الوطنية لحماية الطرق:
تأتي جهود محطة الوزن المحوري في المخا ضمن سياق أوسع يتمثل في الخطة الوطنية لحماية البنية التحتية للطرق.
وتكشف مصادر مطلعة أن هذه الخطة تستهدف الحد من الآثار السلبية الناجمة عن الأوزان المفرطة للشاحنات، والتي تؤدي إلى تدهور شبكة الطرق وما يترتب عليه من أعباء مالية باهظة لإعادة التأهيل والصيانة.
وأضاف مسؤول في قطاع النقل أن تطبيق هذه الخطة يتطلب تعزيز التنسيق بين مختلف الجهات المعنية، وزيادة الوعي لدى شركات النقل وأصحاب الشاحنات بأهمية الالتزام بالأوزان القانونية.
وتشير التقديرات إلى أن الالتزام الدقيق بمعايير الوزن المحوري قد يوفر ملايين الدولارات التي تنفق سنوياً لإعادة تأهيل الطرق المتضررة، بالإضافة إلى تأثيره الإيجابي على خفض معدلات الحوادث المرورية.
تمثل محطة الوزن المحوري في المخا نموذجاً للجهود الوطنية الرامية إلى حماية البنية التحتية للطرق وضمان استدامتها.
ومن خلال عملها المنظم في ضبط الحمولات الزائدة، تساهم المحطة ليس فقط في الحفاظ على سلامة الطرق، بل أيضاً في توفير الموارد المالية التي كانت ستُخصص لإصلاح الأضرار الناجمة عن الأوزان المفرطة.
ويبشر استمرار هذه المبادرات بمستقبل أفضل للنقل البري في اليمن، خاصة مع ازدياد الوعي بأهمية الالتزام بالقوانين والمعايير المنظمة لقطاع النقل.
