الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٥ مساءً

جماعة الحوثي (أنصار الله ) .. واقع يجب التعامل معه بمسئولية وطنية .

صبري الشرام
الاثنين ، ١٤ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
جماعة الحوثي أو ما يُسمى انصار الله .. هم نتاج محاولة فاشلة لإلغاء فصيل من تحالف ثلاثي قديم " قبلي طائفي مذهبي" بتسويه ما إرتضى بأن يكون طرف ثانوي في السلطة بعد ان كان في قمة هرمها ، وبدل أن يتم إلغاءه تفكك هذا الحلف ليسمح بمرور ثورة شبابية شعبية سلمية تقلب الموازين وتعيد تكوين تحالفات سياسيه جديد وهي اليوم تحاول جاهدة صياغة عهد جديد يحتكم لأسس وضوابط حديثه يشترك فيه جميع القوى السياسيه والإجتماعيه والطائفيه والمذهبية على مستوى الساحة الجغرافيه اليمنيه في السلطة ، بحيث تكون السلطة للأكفئ ،،،

غير أن هذا الفصيل أبا إلا أن يُحاول جاهداً وبكل الوسائل المشروعة والغير مشروعة إعادة التاريخ لإستعادة ما يدعي أنه الأحق به بإعتقاد أن سلطته ممنوحه ومستمده من السماء .. وهو اليوم قيد محاولاته مستغلاً عدم وضوح الرؤية الثورية والوطنية والإنقسام السياسي والعسكري والإجتماعي في مرحلة تعتبر الأصعب للإنتقال السياسي الآمن للسلطة ، كما تعتبر أساس كل المراحل المستقبلية .

على القوى الوطنية الثورية أن تعي أنه إذا ما تمكن تنظيم أنصار الله من ضم فصيل واحد من حلفائه القدامى النافذين في المرافق العامة للدولة وبالأخص المؤسسة العسكرية فإن بإمكانه إعادة التاريخ إلى ما قبل الثورة السبتمبرية مع تغيير بسيط في إيدلوجية الحكم ، والظاهر بات الأقرب إلى ذلك بدلالة الإتساع السريع للرقعة الجغرافية التي يتحرك فيها وإتساع نطاق سيطرته العسكرياً والتي وصلت حدودها مشارف العاصمة صنعاء ، ويعني هذا أنه أستطاع أن يتجاوز جراح الغدر التي تعرض لها من حليفه مشكلاً حلف جديد غير مُعلن معه ، وكل الدلائل تؤكد ذلك والإجابيات التي سيحصدها باتت على ارض الواقع ، كيف لا وحليفه شريك رئيسي في السلطة وسيوفر له العون والدعم الكامل لإنتشاره العسكري كما سيمثل له غطاء سياسي وجماهيري واسع إذا ما إستطاع تحقيق أهدفه ،،،،

الوضع جداً خطير ويجب تداركه لمنع كارثة حقيقية تعيد عجلة التاريخ إلى الوراء وأن أي حل أو تسوية أو توجه يعيق أو يمنع هذه الكارثه يجب دعمها وبقوه ، كما أن أي حل يجيز الإقصاء والتهميش للأخر هو في الحقيقة مضاعفة للمشكلة وليس حل لها ، بمعنى لا بمكن إلغاء أنصار الله من المعادلة السياسية ويجب إدراجة ضمن عملية الحل وضمن منظومة العمل السياسي المشترك وتهيئة كل الظروف في سبيل ذلك بما فيها تحقيق كل الشروط التي تحقق نزع الترسانة المسلحة التي تملكها المليشيات والتنظيمات المسلحة وإلزام جميع أطراف التوتر المسلح لعدم إستحداث أو فتح أي جبهة قتال تعيد الوضع للمربع الأول ،

كما يجب أن تتضافر الجهود وأن تتوحد الرؤى للقوى الثورية والوطنية والحزبية والجماهيرية لتحقيق ذلك ، وهذا لن يتأتا إلا بالتقارب السياسي والجماهيري للتيارات السياسية الوطنية وفي مقدمتها الإصلاح والإشتراكي والناصري وأن بتجاوز كل تيار عن أخطاء الأخر في هذا الظرف الصعب والخطير التي أنتجته مرحلة التوافق (التقاسم السياسي للسلطة) ودخول مؤتمر حوار دون تهيئة حقيقية له ، والتي كانت أخرها المواجهات المسلحة بين انصارالله وحليفه الخفي في المؤسسة العسكرية من طرف والإصلاح والجيش التي قياداتها محسوبه عليه من طرف أخر ...

في نهاية قد يُعارضني البعض ويوافقني البعض لكن أعتقد أن ألأكثرية سيشير إلى إمكانية التقارب السياسي على المستوى القيادي بين الإشتراكي والناصري والإصلاح وهو بالفعل واقع ، لكن سيشير بالقول إلى أن من الصعب وربما الإستحالة بإعادة توحيد الرؤى والتقارب بين أعضاء وجماهير هذه الأحزاب ، وإعادة الثقة التي كانت في فتىرة الثوره وبالأخص من قبل التوقيع على المبادرة الخليجية التي أحدثت شرخ عميق في النسيج الثوري والجماهيري وبالأخص بين صفوف شباب الأحزاب فيما بينها وبالذات الناصري والإشتراكي من طرف والإصلاح من طرف أخر ، كما أحدثت إنعدام الثقة بين شباب الأحزاب وقياداتها الحزبية وبالأخص الناصري والإشتراكي ... كل هذا وغيره جراح يجب تجاوزها في سبيل إنقاذ الثورة والجمهورية والوطن ...

في الأخير وفق الله الجميع إلى ما فيه خير الوطن ..