الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٦ مساءً

المصافحة الفاشلة

طارق العضيلي
الجمعة ، ٠٤ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
منذ بداية النزاع بين جماعة الحوثي ـ والجيش ورفض الجماعة قرار العيش السليم كمواطنين صالحين وتسليم الاسلحة للدولة ،بما في ذلك تشكيل حزب سياسي والصعود عبره الى الحكم لا عبر القوة ،والقتل ،والتدمير منذ ذلك الحين وعلى مرّ السنين نشأ لدى الكثير من اليمنيين اصراراً وقناعة تامة على ان الجماعة مصرة الى الوصول الى السلطة عبر القوة وإضعاف البشر والتسلط عليهم بمفاهيم طائفية وقبلية وسلالية مقيته ،وهذا ما كلف اليمنيين الكثير من الارواح والخسائر المادية الاخرى .

اصرار الجماعة ومراوغتها عبر الاتفاقيات والمعاهدات واضح لكل الناس فمنذ اندلاع الحرب في 2003 الى الان والجماعة لاتؤمن اطلاقاً بالسلم فهي في كل حرب تختلق ازمة وتروج لها عبر الافواه والأبواق ووسائل الاعلام المشبوهه والمثقوبة فتارة يحتجون بظلم الدولة لهم والاعتداء عليهم في مدنهم وقراهم وتارة اخرى يحتجون بأل الاحمر وهيمنتهم على حاشد واخرى بمحافظ عمران ومثلها بقائد اللواء 310 وقريباً بوزير الداخليه..كل هذا يجري عبر مسلسل درامي فاضح يتمكن المخرج الايراني من خلاله الى تفجير الحرب في كل مدن اليمن وقراها وإذاقة اليمنيين كل اليمنيين ويلات الحرب والدمار وإنهاء ما تبقى من بنيه تحتية ومرافق حكومية ومنشئات خاصة وجعل القُبل اليمنية تتشرذم بنكهة الكراهية والعداوة لبعضها .

ولأن القتل أصبح وظيفة يومية عند سجناء الحرب ،وعند بعض العقول المنفلتة ،والبنادق المجنونة ، فقد تعودت عليه الناس واستساغته أحزاب السلطة القائمة ، لأنه يجعل الناس مشغولين بلملمة أشلاء موتاهم ، ولأنه يترك بالتالي أحزاب السلطة تتسابق على الفساد والإفساد فيما يقع تحت يدها من سلطة وثروة ، ولذلك اختفت تلك التصريحات النارية التي كانت تصدر عن كثير من الاحزاب السياسيه، والقومية الناصرية والبعثية ، وأحزاب العمال والفلاحين وممثلي "الغلابة" ، وصمت مطبق على حساب السيادة والكرامة اليمنية.

في عمران وهمدان سيطر الحوثي على اجزاء واسعة من القرى والجبال والأودية التي قد يصل من خلالها الى العاصمة اليمنية خلال ايام كل هذا بإشراف مباشر من وزارة الدفاع اليمنية ممثلة بوزيرها المغوار محمد ناصر الذي قام بالأمس القريب بالمصافحة الفاشلة وبتطبيع العلاقة بينه وبين الحاكم بدعوى الاشراف على اماكن النزاع!! الم يعلم سعادة الوزير ان خط عمران صنعاء مازال مقطوعاً وان الناس لا يوجد لديهم ابسط الخدمات كل هذا كان من انجاز دببات الحوثي ومدافعه التي وهبت له من مخازن الوزارة ومعسكراتها.. وفي وديان الموت المختلفة يقتل المئات من اليمنيين بها ولم يعلم ايضاً بأن الحوثي يريد ان يقطع رقاب عسكر وجنود المؤسسة العسكرية ! انه كان من الافضل زيارة جرحى الجيش والسلام على الموتى في الثلاجات ،او حتى مواساة اهالي شهيد بدلاً من المساومات المتكررة والفاشلة.. وبهذا تكون وزارة الدفاع قد افلست إفلاساً عسكرياً.. يضر بسمعة المؤسسة العسكرية في اليمن.

وخلاصة الكلام ان الجماعت الارهابية في اليمن اتكأت على فشل هؤلاء الناس الذين ليس همهم الا مصالحهم في الاخير! وان مناصبهم ليست الا سلماً للصعود فحسب وإن استرداد الهيبة العسكرية لابد له من رجال مخلصين.