الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٢ صباحاً

تغليف رئيس

أنور الداعي
الاثنين ، ٠٩ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
المتتبع للمشهد المصري منذ إعلان الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب من قبل الشعب يلاحظ مدى السعي الحثيث من قبل الدول الراعية للانقلاب على عملية الحفاظ على انقلابهم وتلميعه للعالم بأنه ثورة وبأن الشعب المصري خرج في ثلاثين يونيو ليقول لمرسي كفى وكلها مجرد ألعوبة لكي تتم المسرحية بأبطالها وفصولها منذ الخروج إلى الإعلان بالانقلاب إلى إعلان الترشح إلى التنصيب وكل هذه المراحل هي مجرد تغليف رئيس جديد يقدم خدمات مستعجلة للرعاة الرسمية للانقلاب وما حضور أمراء خليجيين ورؤساء ووفود غربية إلا لتأكيد رعايتهم للانقلاب إلى أن يخرج إلى حيز الوجود برئيس مصطنع للشعب المصري .

ولكي تعرف الشعوب أن التغليف والتلميع والمسرحية تبدوا واضحة جلية هي عندما يطلق كلمة تنصيب على رئيس جمهورية يقال أن شرعيته من الشعب ، لأن التنصيب لا يكون إلا للملوك والأمراء وليس لرئيس جمهورية انتخبه الشعب كما هو متعارف عالمياً ، ولذا فحضور الوفود العربية والغربية لتنصيب السي سي رئيس لمصر إنما هو تنصيب خارج عن إرادة الشعب التي قالها وظهرت في يوم مسرحية الانتخابات الهزلية والتي عزف الشعب المصري عن المشاركة فيها لعدم اعترافهم بشرعية الانتخابات من الأساس ، ولذلك كان حضور الوفود من الخارج واستجدائهم للحضور إلا ليأخذ منهم الشرعية والاعتراف باغتصابه الحكم من الشعب... هكذا أرادوا تنصيبه ولم يدركوا أنهم بهذا العمل قد أسقطوه بدون أن يشعر وإنما هي مجرد وقت لا أكثر ليستعيد الشعب المصري ثورته المسروقة .

وسيسقط السيسي في القريب العاجل كما يقول المفكر العالمي نعوم سيسقط_السيسي وستنتهى أحلامه حتما ولذا يجب أن يعلم السي سي جيدا أن كلمات الخليج المعسولة لن تترجم إلى مليارات تكفي حتى لسداد فوائد الديون ومركب الاقتصاد تتجه نحو الهاوية دون بطء وستفشل أي مساعدات في إيقاف الانهيار الاقتصادي.

ولذا كانت بداية سقوط السيسي هو اليوم عندما جاء على متن طائرة هلوكبتر تدلل على أن الرجل لا يحظى بأي قبول شعبي على عكس الرئيس المنتخب مرسي عندما بايع الناس في ميدان التحرير وأدى اليمين الدستورية لهم قبل أن يؤديها في المحكمة الدستورية ، كل هذا يدلل على أن التنصيب هو بداية النهاية !