الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٢٥ صباحاً

عندما تغيب الدولة ويتوفر السلاح

أنور الداعي
الخميس ، ٣١ اكتوبر ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
كم مرة ونحن ننادي الدولة الرشيدة ، بأن هناك منطقة جغرافية ليست تحت سيطرتها وبأن التمادي في ترك مساحة كبيرة من الوطن لأعداء الوطن سيكون له مردود سلبي بالمستقبل وتكلمنا حول صعده مراراً وتكراراً . ولكن لا حياة لمن تنادي وها هي اليمن اليوم تكتوي بنار أعداء الوطن الذين استأسدوا على مساحة كبيرة من الوطن تحت مرى ومسمع الجميع من الحكومة الحالية .

وتكلمت في بداية انطلاق مؤتمر الحوار الوطني بأن الحوثي وإن شارك فسيشارك في الجسد أما الروح فهي معلقة بمدينة قم !! لأنه لا يؤمن بولاية الدولة من الأساس فلا ينخدعوا بألاعيب أهل الرفض ولا يثقوا بهم مهما كان الأمر .

وقلنا كيف لجماعة أن تشارك في مؤتمر حوار وطني وهي مازالت تتمترس خلف أفكارها الغير مقبولة لدى الشعب اليمني وسلاحها الثقيل .

إذا اليوم ليس هو أول حدث ولا ثانيه ولا ثالثه , نرى الفرقة الحوثية الفارسية تعيث فسادا في أرض الطهر والعز والشموخ , في بلاد اليمن , الطائفة الحوثية الغادرة , التي خدرت بعضنا حين حربها مع الجيش اليمني , ثم حربها مع الجيش السعودي , يوم كانت ترفع شعار الله والقدس وتسقط أمريكا وإسرائيل زعموا !

وبرغم هذا فالمتأمل لهذه الجماعة يرى أنها جماعة متناقضة كثيراً فهي اليوم تبكي في مؤتمر الحوار بأن حقهم سلب وأموالهم نهبت وبيوتهم دمرت جراء الحرب عليهم من الدولة وهاهم اليوم يكررون السيناريو مع إخواننا في دماج ، وكأن قائل يقول بأن الدولة يومها لم تكن مخطئة في حربها عليهم لما يحملون من كره وحقد على الشعب اليمني.

لذا ترى هذا الفعل من قوم , لم يمض على أخذهم الفرصة إلا أياما معدودة , فتشعر بمدى ما يحملون في قلوبهم على أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله , حقد لا ترى له شبيها إلا في الحملات الصليبية .

وعليه فأن هناك حقائق أحببت أن أذكرها ليعرف الناس حقيقة الجماعة منذ اندلاع الثورة الشبابية وسبب مشاركتهم فيها وهي كالتالي :

1- دخول الحوثي في الثورة هي من باب الانتقام من النظام الذي حاربهم ست حروب .

2- جعل الحوثي من الثورة فرصة لتوسعت نشاطه الفكري في ظل غياب الدولة فاستطاع أن يسيطر على مدينة صعده بكل مقوماتها .

3- مشاركتهم في فعاليات الثورة ابتداء من تواجدهم في الساحات هي خطوة أولى في نشر فكرهم الضال في أوساط الشباب المشاركين في الثورة واستقطاب شباب مستقلين فكرين لتوظيفهم في صالحهم . البخيتي والمنيعي أنموذج.

4- استطاع الحوثي خلال فترة الثورة من تخزين السلاح بشكل أكبر سواء في صنعاء وضواحيها أو في صعده استعداداً لمعارك قادمة وما يحدث اليوم في دماج من استخدام سلاح فتاك خير شاهد .

5- امتداد الحوثي للمناطق الوسطى وغيرها شجعهم على المزيد من البذل لكسب الوقت وتطويل فترة عمل الثورة والمتمثلة في عدم مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية وعدم الاعتراف بالمبادرة الخليجية لهدف التوسع ونشر الفكر.

6- استطاع الحوثي أن يتحالف مع عدوه السابق ( علي صالح ) لأغراض تخريبية هدفها تحقيق مصالح مشتركة فيما بينهم ولكي تبدى صدق النوايا فيما بينهم أعطى صالح صديقه الآخر مرزعة من مزارعه في جزيرة ميدي لاستخدامها في خدمة مشروعه.

7- هناك تحالف استراتيجي بين الحوثيين والحراك الجنوبي و هذا التحالف ذاهب نحو التطور في دعم الحراك الجنوبي في مطلبه مقابل توفير أرضية كافية في الجنوب لنشر فكر الحوثي في حال تحقق الانفصال وهذا الكلام جاء على لسان نجل حسن باعوم عند زيارته لعبدالملك الحوثي إلى صعده.

8- يستقطب الحوثي عدد من الشباب في المحافظات الجنوبية والمحافظات الأخرى عبر كيان "شباب الصمود" وهو التيار الممثل للحوثي في ساحة التغيير بصنعاء.

9-استطاع الحوثي من إقناع المئات من شباب وناشطي الحراك في المشاركة في مؤتمرات طهران في شهر نوفمبر الماضي، فيما زار آخرون بيروت للمشاركة في مؤتمرات الصحوة الإسلامية وغيرها .

10-من خلال ما يحدث في دماج وما حدث سابقاً في العصيمات من محاولة الحوثي على السيطرة على هذه المناطق يسعى الحوثي إلى مزيداً من التوسع قبل نهاية جلسات مؤتمر الحوار الوطني ، الذي سيكون الحوثي أول من سيرفض التوقيع على القرارات الختامية لغرض تعطيل الحوار وكسب ما تبقى من وقت .

11-في حال اتخذت الدولة أي موقف جراء ما يحدث في دماج سيسعى الحوثي إلى تعليق مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني لغرض إفشال الحوار وإعادة الناس إلى المربع الأول .

12-حقيقة أخيرة وهي كيف لمدينة لا تحكمها الدولة ومخصصاتها المالية من الدولة.

وكل هذه الحقائق إلا أن الأحداث حبلى بالمفاجآت الحوثية يوماً وراء يوم .

ورسالتي الأخيرة هي لحكومة الوفاق بأن ترك مدينة صعده خارج التغطية الحكومة سيقود اليمن إلى مربع العنف والصراع المذهبي .