الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٢ مساءً

الوصاية بين العصابات المسلحة والامم المتحدة

محمد ظيفير
السبت ، ١٥ مارس ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
لم يكن اشد المتفائلين بالقرار الاممي الاخير بشان الوضع في اليمن يطمح الى اكثر من زيادة العزلة على زعماء العصابات التي تعيث في الارض فساداً, خصوصا وأننا نعلم جميعا ان القرارات التي تتخذ في مجلس الامن تراعي بالدرجة الاولى مصالح الدول الخمس دائمة العضوية ووفق حسابات تضمن التوازن بين تلك الدول بنسب متفاوتة ,
عندما قرر المجلس وضع المعرقلين تحت البند السابع مع عدم تسميتهم بشكل مباشر إلا ما كان من ذكر اسم علي صالح في سرد الاحداث والمطالبة بطي صفحة حكمه , مع الاشارة من بعيد للأطراف الاخرى المعرقلة للتسوية كان ذلك بالنسبة للشعب اليمني بمثابة بداية الطريق لمساعدة اليمن كدولة لها تاريخ انساني موغل في القدم لا يمكن لأصحاب حضارة اليوم تجاهله , قدم اليمنيون كشعب اروع الملاحم البطولية تمثلت في التصدي لآلة القتل العفاشية , في صورة حضارية تعكس الارث الحضاري لهذا الشعب الذي لم يكن يعرف عنه الا انه متخلف يأكل الاعشاب ويحمل السلاح ويظلم النساء .

هذه الصورة النمطية التي ارتسمت في مخيلة الغرب والشرق بمساعدة للأسف من مراكز قوى سياسية وثقافية في بعض الدول ألعربية التي تدفعها الرغبة في التسلط الى ابقاء هذا الشعب متسول محتاج الى فتات ترميه له اذا ادركت انه على وشك الثورة لتهدئ من روعه .

البعض اطلق على قرار مجلس الامن قرار (فرض الوصاية) على اليمن الدولة الفقيرة الغير مستقرة لا اقتصاديا ولاسياسيا ولا امنيا , ولذلك فانه في نظرهم بان الامم المتحدة متآمرة على اليمن اولا وعليهم ثانياً , ولكن الواقع ان قرار مجلس الامن يسعى لنزع صفة الوصي من العصابات المسلحة والتي يراسها صاحب لقب (الزعيم ) سواء في الشمال او الجنوب , وحتى نكون منصفين فان زعماء عصابات الشمال هم المعنيين بدرجة اولى لان زعماء عصابات الجنوب يستمدون العون منهم .

تباكى البعض وخاصة المعنيون بهذا القرار على السيادة الوطنية وان هذا بداية احتلال اجنبي للوطن , وبعد ساعات من ولولتهم اعترف البعض بالقرار وأشاد به مما عكس الصورة الحقيقية لهؤلاء التي تتمثل في انهم غير قادرين على تجاهل مطالب الخارج وأنهم ينظرون الى الخارج ويحرصون على الموقف الخارجي اكثر من حرصهم على الداخل المتمثل في مصالح الوطن .

لم يعترفوا بوثيقة القضية الجنوبية الا بعد اسبوع او اكثر وبعد تشويه مؤتمر الحوار ,ووصف القائمين عليه حتى من تياراتهم بالعملاء والمندسين .
ولكن قرار مجلس الامن لم يحتاج الا لساعات رغم التخبط والرفض الا ان الرسالة كانت واضحة فبادر المراوغون الى الاعتراف بالقرار وتثمين جهود الدول الصديقة .

بالنسبة للشعب اليمني لا يهمه ما يثار في إعلام الصحافة الصفراء من قلب للحقائق وتشويه الموقف وذلك لأسباب لعل أهمها
اولاً : اننا لم ننعم بالاستقرار منذ الاستقلال ووئـــد النظام الامامي البائد ,ولذلك فلا خوف من احتلال اجنبي وحروب قادمه .

ثانيها: ان المشهد الدولي اليوم يكفيه ما فيه ولا يتصور عاقل بان يورط الامريكان او الروس انفسهم في حروب او تدخلات في شؤون اليمن او أي دولة في الشرق الاوسط .
ثالثها و اهمها : ان القرار الاممي كان واضحاً في استهداف المعرقلين والمشار اليهم في ثنايا القرار , وان الشعب اليمني لا يبالي بهؤلاء المحاربين له في قوته وأمنه واستقراره في أي وادي هلكوا بل انه سيكون عونا لمن يخلصه منهم في أي اجراء يتخذه .