السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٦ مساءً

حروب الحوثي... وموقع الإصلاح منها

مصطفى الظاهري
الجمعة ، ١٤ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
"حروب الحوثي هي ضد الاصلاح" هكذا يراد لنا ان نفهم ,وليتها كانت كذألك على الاقل ستنتهي الحرب بخسارة احدهما ويبقى مشروع الدولة المدنية الحديثة دون مساس... فالحرب ليست ضد المدنية كما يقال!!!

لكن ما نراه من خلال معطيات الحرب على ارض الواقع نجد انها حرب تريد ان تنقض على مشروع الدولة المدنية الذي تتساوى فيه كافه طبقات المجتمع دون تمييز ,الواقع هو ارادة لحركه متمردة متسلحة لفرض مشروع عنصري رجعي يرى ان لها الحق الحصري في الحكم مستندة الى نظريه الإمامة التي ينبغي ان لا تخرج من سلاله الامام علي رضي الله عنه .
الحاصل على ارض الواقع هي حرب يبن مشروع المدنية ومشروع العنصرية والسلالية ,حرب توسعيه تجتاح المناطق المحيطة بالمركز صعدة وتتمدد ضمن استراتيجية الاستيلاء على اليمن ككل , وهم لا يكترثون بمن يواجهم سواء كان اصلاح او غيرة حتى ولو كانت من تواجههم كتيبه من كتائب جبريل او حتى إبليس على حد سواء ,فهم سيقاتلون ما داموا يمتلكون قوة السلاح والدعم الايراني في سبيل مشروعهم الخاص.

الحاصل ان الاصلاح ومنذ البداية ينبه الشعب بانه ليس طرف في الحرب لأنه حزب سياسي مدني يتخذ من الديمقراطية وسيله للوصول الى الحكم وليس الدبابات والحروب ضد الاخر وانه ليس دوله ولا مكلف بان يقوم بدور الدولة في حمايه الشعب من الجماعات المتمردة ومواجهتها ,هنا أتساءل كيف لحزب ان يتصدى لحركه متمردة في ظل وجود رئيس وحكومة بجيشها ومعداتها ؟ فهذا يعد تقييض لمفهوم الدولة , واسقاط لمفهوم الحزب من الاساس لان الحزب بحد ذاته يعني العمل المدني والسياسي لا العمل المسلح ,ولذلك يُدعي الحوثيين الى ان يكونوا حزب سياسيا لا حركه مسلحه.

فقط الحوثيون يحاولون بناء خطاب يضلل و يوهم الشعب بان الحرب ضد الإصلاح حتى يعزلوا الشعب عن مناهضة مشروعهم الخاص و يضل كطرف متفرج... وخوفي من ان تنطلي هذه الخدعة على الشعب فيأتي اليوم الذي يجدون فيه أنفسهم وقد أضاعوا من بين ايده مشروع الثورة نحو الدولة المدنية واستبدلوه بمشروع كهنوتي سلالي
ولذلك من المنطقي ان نسائل اين الدولة وأين دورها في القيام بواجبها لحمايه الشعب ومواجه المتمردين؟ لا ان نسائل اين دور الحزب الفلاني في مواجهه المتمردين و الا فنحن ندعم قانون الفوضى و الغاب "القوي يأكل الضعيف".

مسائله وجود مشايخ او افراد ينتمون الى الاصلاح شاركوا في الحرب فمرده الى انهم جزاء من القبائل التي طالتهم الحرب فهم لا يدافعون عن قبائلهم بإيعاز من الإصلاح بل لانهم كغيرهم جزء من قبائلهم ويدفعهم واجبهم المجتمعي في الدفاع عن أهاليهم وممتلكاتهم وهذا واجب منطقي اي فرد سيقوم به في ظل غياب الدولة.

من المنطقي ان نقف ضد هذ التوجه العنصري كشعب برمته وان نضغط على الدولة رئسا وحكومة لمواجهه هذا الخبث الذي ينذر بمستقبل اسود .