الخميس ، ١٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٦ صباحاً

الحوثي في غربال الشعب

صادق الفائشي
الجمعة ، ١٤ مارس ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
بات الجميع مقتنع ان الحوثي عبارة عن أداة يستخدمها ويدعمها أعداء الوطن ومن يريد عرقلة الثورة وبناء الدولة المدنية ، ومن يريد ان يظل اليمن يتسول بالمحافل الدولية ، ومن يريد ضرب هيبة الدولة ، وتطفيش المستثمر الموجود او من يفكر بالاستثمار في اليمن ، كلما اعلن اليمن عن استثمارات او اكتشافات نفطية جديدة اشتدت بربرية الحوثي على القرى والقبائل ومارس هوايته المفضلة في قتل الأبرياء وتدمير المدارس والبيوت والجوامع وهذا ما جعل منه العدو الأول للوطن والمواطن المتعطش للدولة المدنية .


بعد ان تخلص الشعب اليمني من حكم الاسرة الواحدة تنفس الشعب الصعداء ليبدأ مرحلة جديدة تكون الكلمة فيها للمواطن والمنصب لصاحب الكفاءة تفاجأ الشعب بهذا السرطان الخبيث بنخر في اركان الوطن ويهشم عظم الثورة الطري مرة بتهجير الناس من بيوتهم وهدم المساجد والمدارس ثم بدأ بترويع الناس في عمران ثم ارحب واخرها في همدان


للعلم هدف الحوثي الاساسي ارسال رسائل للعالم وبالأخص المستثمرين والشركات الاستثمارية ان اليمن بلد لا يصلح فيها الاستثمار ، وان اليمن بلد ضعيف وغير مستقر ويعاني من الحروب الاهلية ، بهذا ينفر كل الشركات المتواجدة والتي توفر فرص عمل للشباب اليمني وينفر المستثمرين من دخول اليمن ليظل الوطن والموطن يأن تحت رحاء الفقر ومتسولا من دول الجوار ، و اما عن زوبعة حكم اليمن او حتى دخول صنعاء فهذا وهم فكيف سيحكم اليمن من له في كل قرية ثأر ، وخلف في كل بيت يتيم وارملة من الحروب السابقة واللاحقة لن يجرؤ ابدا على دخول صنعاء لأنه بذلك يكون وضع حبل المشنقة على عنقه دوليا ومحليا فقط سيظل يحدث زوبعات هنا وهناك .

لقد عرى الحوثي نفسه تماما أخلاقيا وسياسيا وعرى معه كثير من الأقلام التي لا هم لها الا من يدفع اكثر ، بات الحوثي يعلن عدائه للشعب اليمني عيانا بيانا وفي وضح النهار في ظل صمت مخيف من الدولة ، هذا العاهة لا يمكن ان يكون مرحبا به في أي مكان لان مشروعة قائم على البلطجة والقتل والهدم وقد عرف الشعب اليمني جميعا من يلمع ويقف مع هذا السرطان الخبيث فكل من المخلوع ومن كان مع المخلوع ضد اليمن الجديد وممن فقدوا مصالحهم هم اليوم مع مشروع الحوثي من باب سأدمر اليمن عليّ وعلى اعدائي

لكن بالمقابل مصائب قوما عند قوم فوائد هكذا قيل قديما ، وقيل لولا الظلام لما عرف النور ،هاهو الحوثي يقدم خدمات جليلة للإصلاح خاصة والثورة بشكل عام ، فرغم ان البعض متحامل على الإصلاح للأسباب سياسية ، لكنه قدم حزب الإصلاح والاصلاحين للعالم على انهم أصحاب مشروع نهضوي ، مشروع مدني يقوم على تقبل الاخر مهما كان الخلاف ، أصحاب مشروع يبني لا يهدم ، يحاور لا يقتل ، أصحاب حنكة سياسية ، قدموا الكثير من اجل اليمن ولم ينتظروا الشكر لانهم مؤمنون بأن هذا واجبهم اتجاه اليمن

الحقيقة ان كل ما يحدث بعد الثورة هو امر متوقع فبعد كل ثورة وعندما يشتد المصاب يتبين معادن الرجال فكل يوم نرى اقنعة تتساقط ووجوه يعلو كعبها في حب هذا الوطن ، في بداية كل ثورة يسقط المنافقون، ثم المتشككون، ثم المتسلقون، ثم المراؤون، فالضعفاء والمفتونون، ولن يبقى في النهاية إلا المخلصون.. والنار تبن بريق الذهب من النحاس والهزيمة الحقيقة في فقدان الامل واليمن لا تزال بخير في ظل وجود الشباب الحر المتعطش للمستقبل المشرق حفظ الله اليمن من كل شر واعان كل المخلصين ومكن لهم .