الثلاثاء ، ٠٧ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٢ مساءً

الثورة الشبابية وأمراء الرجعية

عبد الخالق عطشان
الثلاثاء ، ١١ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
لقد كان أمرا طبيعيا ما تقوم به سلطة الأمراء من حجب لبعض الموقع الإخبارية لتَحرم بذلك الملايين من مرتاديها خصوصا وقد رفعت اليها استخباراتها وجماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تقريرا مفصلا عرضت فيه الأخطار التي تتهد مجتمعاتهم من تلك الموقع .. وكأنها من وجهة نظرهم هي[ السبب في انحراف بعض شبابهم وارتفاع نسبة البطالة وزيادة نسبة العنوسة وارتفاع حالات الطلاق و.....]

فعلا لقد كانت تلك المواقع تعرض أقوى مواضيع الاباحية السياسية والتي يمارسها اصحاب القصر الأميري في السر والعلن والتي تروج لها بل وتمارسها في البلدان التي تحاول الخروج من تبعيتها ، اباحية فجة وفاضحة أوجدت مواطن للرذيلة العنصرية والعهر السلالي تمارسه ويمارسه عنها حلفاؤها بالوكالة نتج عن كل تلك القاذورات ولادات غير شرعية من أبرزها [ الارهاب والإنقلاب والعراقيل ] والتي غدت مشاريع تؤرق المجتمع التواق للحرية والمنعتق من التبعية والإستبداد.

هذه التصرفات الأميرية ليست إلا شهادة تفتخر بها تلك المواقع أنها أضحت مواقعا تتجمع فيها قيم الحرية والعدالة والكرامة وشرف المهنة ، في حين يصبح أولئك الحكام في خندق واحد مع أعداء الكلمة وفي وكر نتنٍ مع رعاة الاستعباد والاستبداد..، لقد استخدم أولئك الحكام كل ما في جعبتهم من الوسائل المقيته لتركيع الوطن واسترقاق المواطنين ووقفوا مع كل ناعق وخارج ، لم يرعووا حين يرفرف (عَلمهم) خفاقا بأقدس الكلمات وهم يؤججون نار الفتنة ويغرسون راياتها في كل سهل وجبل ، ولم تردعهم تلك البقاع الطاهرة التي يخدمونها عن تدنيسهم للبقاع الشقيقة والمجاوره بأموالهم للتحريض والفرقة ونشر الفوضى والإختلاف..

لقد اعتبروا اليمن مقلبا يرمون فيه نفايات أنفسهم وقاذورات صدورهم من الحقد والغل والغيض وتنمروا علينا مستغلين بذلك نفوسا مريضة اشترتها منذ عقود وربتها ودربتها و ساءها أن قذف بها الأحرار إلى سحيق الذل فأرادت استرجاعها لتظل سماسرة لها لبيع الوطن واسترقاق ساكنيه فجمعوا المتشاكسين المتقاتلين المتنازعين المتهافتين وصنعوا منهم حلفا واتخذوهم حربة يطعنون بها كبد الجمهورية ويريقون دماء الحرية ليقيموا على أنقاضهما الرجعية والسلالية والإمامية.

هكذا يكون جزاء من يخرج عن طوع أولئك الأمراء ويحاول التحرر من عباءتهم ويكشف سوءة ممارساتهم ، إنه منهج الرق الأبدي والخلود التبعي والقبضة الحديدية التي تطوق بها عنق الكلمة وتلوي ذراع الحقيقة وتخرص صوت الحرية . وما تصرف أولئك الأمراء عبر دعم الحاقدين على التغيير وانعاش المرجفين في المدينة وفي هذا الوقت والشعب اليمني يحتفي بذكرى ثورتة الشبابية الثالثة وبنجاح مخرجات الحوار الوطني وصدور القرار النهائي للأقاليم إلا دليلا على حقد دفين على كل مسمى جمهوري مدني بل وحتى اسلامي في المنطقة وعلى كل نجاح سببه بعد الله هم شباب الثورة وثورتهم السمية ، لكن الحرية وإن تكالب عليها أولئك فإنها ستضل بركانا يتوقد ويستعر يقذف حُمما تجرف وتذيب جنادل الذل وصلاميد القهر بل و تنسف تلك القمم الهشة وتبعثر جبروتها..