الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٥٠ مساءً

لم يعد الربيع ربيعاً

سناء سعيد
الأحد ، ٢٣ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ١٠:٠١ صباحاً
صراحة تبلدت مشاعري عند سماعي لخبر مقتل القذافي ولم تعتريني نفس مشاعر الفرح التي اعترتني ليلة سقوط طرابلس في اواخر الشهر الكريم والتي ابكتني فرحاً وانا أرى الثوار الليبين يحتفلون في شوارع ليبيا ويهتفون الله اكبر ....
اسف ليبيا لم افرح لفرحك هذه المرة رغم سعادتي بإنتهاء الحرب وعودة الأمان والسلام لليبيا ..لأنه بكل بساطة أستفزتني الصور التي انتشرت للقذافي والمعتصم وابو بكر يونس وهم جثث هامدة تحت اقدام الثوار فليست الشجاعة أن تبرز العضلات على جسد ميت ...

((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل مع الكفار بلين وهم كفار بل كان يوصي بهم الصحابة قائلاً (( استوصوا بهم خيرا )) وهم الذين عذبوه وعادوه ولم يتركوا اسلوب من أساليب الأذى إلا وأستخدموه لذا كان الأولى بكم إبقاءه أسيراً والحفاظ على حياته ومن ثم تقديمه للمحاكمة من اجل الحصول على العدالة التي خرجتم بحثاً عنها وإذا حكم عليه بالإعدام فليعدم وكلنا سنبارك لكم وسنسعد معكم .

منذ بداية كفاحكم وانا أشهد انكم أبطال وأسود وأحسد ليبيا أن لها رجال أمثالكم و مازلت عند شهادتي إلا أن هذه النهاية أصابتني بالإحباط ولم أعد أشعر بأن الربيع مازال ربيعاً بل أصبح خريفاً تساقطت فيه معاني الإنسانية والأخلاق ...
لست من مؤيدي نظام القذافي بل على العكس تماماً ولكن القذافي برغم ظلمه وديكتاتوريته وإجرامه يظل في الأخير عربي ولأني أعتز بعروبتي لم أرغب في أن تكون صورته وهو في ذلك الوضع المهين الصفحة الأولى في كل صحف العالم ليدرك العالم أن العربي حقير لدرجة أنه لا يحق له حتى الموت بطريقة كريمة.
وخاصة في الوقت الذي تثبت فيه إسرائيل للعالم أهمية وقيمة العبري هذا اولاً

وثانياً كنت اتمنى أن أرى مكان القذافي بوش مثلاً او توني بلير او نتنياهو الذين هم فعلاً يستحقون لمثل هذه المذلة بما سببوه من آلام للفلسطينين والعراقين ..ولكن يبدوا أن أمنياتي خانتني ورأيت بدلاً منهم بن لادن والعولقي والآن القذافي والمصيبة الكبرى اننا سعداء بهذا الوضع

كما كنت اتمنى ايضاً أن تكون أخلاق الربيع العربي مناقضة لأخلاق الأنظمة التي رغبنا بإسقاطها لا أن تكون مماثلة لها


واعذروني اذا ابديت تعاطف من غير قصد مع القذافي ففي الأخير انا من الشعب الذي وصفه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قائلاً ((أتاكم اهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة ))

وفي الأخير بمناسبة هذه المأساة
اقول لمن مازال متشبت بالحكم اثبتت التجارب السابقة من أن الشابي قد صدق والقدر يبدوا انه لين جداً والليل ينجلى بسرعة فتنحوا بكرامة قبل أن تتصدر صورتكم الصفحة الأولى من كل صحف العالم ...