الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٢ صباحاً

أسئلة تبحث عن مسؤول..!

د . محمد ناجي الدعيس
الجمعة ، ١٠ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
هل البلد بحاجة لتنفيذ مشاريع أنفاق وجسور مرحلة ثانية أولاً أم الحاجة مُلحّة لفرض نظام السير وحياة الناس؟ وهل حاجة البلد إلى تفقيس نقاط تفتيش ليكون بين كل نقطة ونقطة نقطة لا نفع منها سوى أنها تزيد من عناء المواطنين والناس والجريمة يُنفذها المُجرم متى شاء وأينما شاء متحدياً تلك النقاط وقد يكون سلك بمتفجراته من خلال تلك النقاط ولم يقوى عسكري النقطة سوى منع البسطاء فقط؟ أم حاجة البلد إلى رجال أمن أوفياء وقادة لا يقولون الأشياء الصحيحة وحسب، بل ويمارسون الأشياء الصحيحة بقدرتهم على تنفيذ مطالب المرحلة بالتقاط المجرم من مخبئه – لا يُحس المواطن بتلك اليقظة الأمنية - لا خبط عشواء يعلم القاصي والداني بكل خبايا والتحركات الأمنية؟ وهل البلد بحاجة إلى إصدار قرارات لا يتجاوز حدودها حدود الورقة التي طُبعت عليها أم البلد بحاجة إلى إيقاظ القرارات النائمة وحمايتها وتنفيذها بقوة القانون؟

نجد على اللوحات الإعلانية في غالب الشوارع عبارة تقول " أنا مواطن والأمن مسؤوليتي " ولا يعلم إلا الله والراسخون في الصرف كم كلفت من مبالغ تلك اللوحات وما حملت من عبارات..! فإذا كان الأمن مسؤولية المواطن فالسؤال هو : ما هي فائدة الهياكل الصنمية للجهات الأمنية ومنتسبوها، خصوصاً وهي عجزت عن مكافحة الجريمة أو لم تفعل شيء أمام الجرائم التي نفذت وعُرف لديها منفذوها؟ لماذا يتجاهل قادة الأمن إجراءاتهم المتعسفة في حق المواطن البسيط حينما سلبوه سلاحه الشخصي للدفاع عن نفسه وعرضه ومنحوا التصاريح لكل مرتكبي الجرائم تلك؟ فكيف يصبح الأمن من مسؤولية المواطن وهو مجرّد من السلاح حتى الشخصي؟ أم يقصد مسؤولية المواطن في الأمن السلمي مقابل أعتا الأسلحة لدى المجرم؟

ملايين الدولارات تهدر في تنفيذ المرحلة الثانية من جسور وأنفاق كما قيل لتخفيف ازدحام السير، ولو أخذنا كمثال فقط تنفيذ نفق جسر مذبح لأثار الأسئلة التالية: لماذا لم ينفذ مع الجسر كي لا يتأثر الجسر بعملية الحفر؟ لمعرفتي بأن الازدحام تحت الجسر لا يحدث إلا في الذروة ولأسباب عدّة أهمها هو: عدم معرفة السائقين بأنظمة السير في الدائرة والتعامل معها بجهل تام أولاً، وثانياً قادة عسكريين وسيارات الدورية وشخصيات اجتماعية ومواطنين يقومون بقيادة سياراتهم عكس السير داخل الدائرة وعكس الشوارع المغذية للدائرة بكل وقاحة حتى لم يعد يعلم الشخص أي الاتجاه الصحيح للشارع أو داخل الدائرة؟ وثالثاً: وقوف الباصات وسيارات الأجرة بداية كل مدخل للدائرة وفي وسط الدائرة لتنزيل الركاب وصعودهم دون أن يلقي سائقيها أي اهتمام لما يحدثوه من إرباك وإذا نصحته قد يقتلك لأنه يرى الحق معه..! وأخيراً: وجود كم هائل من بائعي القات والفواكه على عربيات وأصحاب الموترات على محيط الدائرة..! بالله عليكم في ذلك المشهد العشوائي الصاخب وفي الذروة كيف لن يتسبب السير بالاختناق؟ وما يبعث على الغثيان أنك قد لا تجد رجال المرور وإن وجدوا إما أنهم يزيدوا الطين بلة أو يقف متجاهلاً وهو يتفرج على قادته وهم يعكسون السير أو يفسح له المجال حتى يتم طريقه عكس السير..! وأقول لو أن بربع المبلغ أو أقل مما سيصرف لتنفيذ نفق أليس من الأفضل أن ينفق لتنظيم عملية السير والتخلص من تلك الإعاقات الذهنية التي تربك السير؟ ألا يكون أجدى من النفق الذي لن ولم يحل المشكلة وسوف أذكركم عند افتتاحه؟ كما أنه تم إغلاق الطرق بشكل غبي دون عمل أي اعتبار لذوي الحاجات من المواطنين والموظفين وأطفال المدارس وما نتج من ضرر جراء الإغلاق.. مسؤولين يحسنون قطع الطرقات دون وضع أبدال حلول..! كما أن مثل هذا النفق شاهدت في إحدى الدول أقل من دولتنا نفذ في خلال 25 يوماً فقط خلال خمسة وعشرون يوماً، فانتظروا نفقنا المُظلم كم سيعيق قضاء حاجات الناس؟

وعلى ذكر إغلاق الطرقات ذكر لي أحد الزملاء أنه كان في باص الجامعة مع أعضاء هيئة التدريس متجهاً صباح الثلاثاء قبل الماضي إلى كلية التربية بأرحب للتدريس وعند وصولهم إلى النقطة العسكرية التي بعد دارس وقبل المطار سألهم العسكري الباص لمن ومن فيه؟ فأخبره السائق الباص لجامعة صنعاء فيه دكاترة متجهين إلى عملهم بكلية التربية بأحب.. فما كان من العسكري إلا أن يعقد حاجبيه ويقول ارجع شوف طريق ثاني هؤلاء رسّبوني ثلاث سنوات..!!! فعلاً عاد الباص يبحث عن طريق آخر دون هدي للوحات إرشادية تهديه إلى الطريق السليم، وتناسى العسكري أن من في الباص هم حملة لسلاح السلم الاجتماعي بكل أبعاده لا حملة سلاح التدمير الاجتماعي، وأن من يحمل هذا السلاح الأخير سيصل رغم أنف العسكري إلى مبتغاه من حيث يشاء والشواهد على الساحة كُثر..!
سؤالٌ كبير يُلح على الطرح هو : هل هو هذا البناء الذي انتظرناه طوووويلاً حينما تحمسنا مع النشيد القائل في مطلعه، أيها التاريخ سجّل أنا يمني وسأبني موطناً وسأبني من جديد؟؟؟!!! مسكينٌ يا وطني الجريح..

هذا غيض من فيض أضعه ليس على طاولة المسؤولين وحسب بل على القاصي والداني كما يقال.. فمن تُرضي تلك الإعاقات الذهنية الصاخبة التي تلبست المسؤول قبل المواطن وهي أكثر خطورة من أي إعاقة جسدية؟