الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٢ مساءً

يافخامة الرئيس .. ماذا يعني ان الفاعل " القاعدة "

عبدالوهاب الشرفي
السبت ، ٠٧ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٣٠ مساءً
القاعدة ليست تنظيما ولكنها ظاهرة , والظاهرة توجد كأحداث وليس كشخصية اعتبارية يمكن تحديدها و معرفتها وتحميلها مسئولية كجهة بعينها لها هدف خاص بها تعمل على تحقيقه , ولكنها تظهر في البيئة المؤاتة لظهورها كأحداث ينفذها اشخاص هم في الغالب ليسوا سوى منفذين , بينما من يعمل على تحقيق هدف ما من الحدث الذي ينسب للقاعدة هو طرف لا يظهر في الصورة.

اي مجموعة من الاشخاص يكون لها تركيبة مزاجية " اصولية " يمكن توظيفها لضرب هدف ما , فيتم صنعها او تشكيلها كقاعدة ومن ثم توجيهها لضرب الهدف في اي وقت , و دون ان يشترط ان المجموعات التي قامت بالعمليات التي تتم وتنسبت للقاعدة مرتبطة او هناك ما يجمعها كلها , فلا يجمعها زمان ولا مكان ولا هدف ولا خصم ولا تواصل , وكل ما يجمعها هو المزاج المتقارب لأعضاء هذه المجموعات لا اكثر.

القاعدة قد تستخدم من اي كان فقد يستخدمها طرف وقد يستخدمها طرف مناقض تماما , و كل ما يلزم من اراد ان يستخدمها هو ان يهيئ لها الظروف المناسبة لمزاجها " الاصولي " ومن ثم يشكل له مجموعه ممن يحملون هذا المزاج في المجتمع ويشكلهم كقاعدة خاصة لعمليته , ويستخدم هذه المجموعة لتحقيق هدفه ومن ثم ينهيها اذا ما شاء او يواريها عن الانظار , و بالطبع من يستخدمون هذه المجموعات التي يسمونها بالقاعدة هم اطراف لا يظهرون على الصورة.

على ذلك عندما يتم القول ان منفذي اي عملية هم القاعدة ويتم التوقف هنا فذلك يعني اضاعة القضية , لأنه ليس ثمت طرف يمكن معرفته وتحميله مسئولية واتخاذ اجراءات قانونية ضده لعدم وجود شخصية معنوية او اعتبارية له في المجتمع.

ما يجب تجاه الاحداث التي تنسب للقاعدة اذا كان المطلوب هو تحقيق جاد للوصول للفاعل هو ان يتم التعامل مع الاشخاص الذين يمكن الوقوف عليهم في اي حادثة باعتبارهم " اداة الجريمة " فقط , وان يستمر التحقيق من خلالهم للوصول الى من يقف ورائهم , بالعمل على الاجابة على تساؤلات منها من الذي مول هذه المجموعة ؟ ومن الذي سهل لها ؟ ومن الذي اؤاها عند الاعداد لعمليتها ؟ وهكذا , وحينها سيصل التحقيق الى من هو الفاعل المتواري عن الأنظار والذي كان وراء قيام المجموعة ( القاعدة ) ليحقق هدفه وهو بعيد.

على ما سبق اقول لفخامة الرئيس : يجب ان يستمر التحقيق للوصول الى من كان وراء " القاعدة " التي نفذت عملية مجمع الدفاع ,وان يجيب التحقيق على اسئلة منها من سّهل دخول هولاء السعوديين الى اليمن ؟ واين اقاموا اثناء الاعداد للعملية ؟ ومن كان على صلة بهم فترة وجودهم في اليمن ؟ , ومن زودهم بالمعلومات اللازمة للتخطيط للعملية ؟ ومن .. ومن ... ومن .. , واذا اجاب التحقيق على هذه التساؤلات فحينها يمكن القول ان هناك تحقيق قد تم , اما التحقيق الذي رفع اليوم فهو كمن يقدم المسدس الذي ارتكبت به عملية قتل ولكنه لا يقول من هو القاتل الذي استخدم هذا المسدس للقتل , وبالطبع لا يمكن القول بان المسدس هو القاتل ... القاعدة هي المسدس " اداة الجريمة " فقط والسؤال لايزال باقي من هو القاتل ؟ من هو الذي يقف وراء هذه العملية .