الكيان العدو والدخول المباشر على خط الاحداث في سورية
عبدالوهاب الشرفي
الأربعاء , 08 مايو 2013
الساعة 08:40
صباحا
قد تتضارب الآراء حول ان الكيان العدو هو احد من يقفون وراء دعم المسلحين الذين يقاتلون النظام في سورية ام لا , ولكن لامجال للخلاف حول ان ما يحدث في سورية فيه للكيان العدو مصلحة كبيرة . فالنظام السوري لم يتم ترويضه ولم ينخرط في عمليات \" التطبيع \" معه باي صورة من الصور , كما انه نظام يتحالف مع ايران وحزب الله وحماس والتي تمثل معه محور المقاومة ضد هذا الكيان العدو .
كما ان الآراء قد تتضارب عن وجود تعاون وتنسيق بشكل واعي وممنهج بين المسلحين وبين الكيان العدو ام لا . ولكن لا يمكن الاختلاف في ان هذا الكيان قدم دعما ومساندة للمسلحين بصورة ما ولو حتى رمزية كمعالجته لبعض جرحاهم .
الولايات المتحدة الامريكية الحليف الاكبر للكيان العدو والملتزمة علنا في كل مناسبة بأمنه هي داعم مباشر للمسلحين , ماديا وسياسيا ولوجستيا ومعلوماتيا وتدريبا واستخباراتيا . ولاشك ان ما يحدث في سورية هو ذو صلة مباشرة بأمن الكيان الذي تحالفه وتلتزم بأمنه , ولابد ان امنه مأخوذ في اعتبار الولايات المتحدة في كل موقف او خطوة تقوم بها في هذا الملف .
القراءة المنهجية للأحداث التي تجري في المنطقة تصل بنا الى قناعة بان الكيان العدو وحليفه الولايات المتحدة قد اصبحا على دراية واسعة ودقيقة بكافة تفاصيل منطقتنا , عسكريا وسياسيا وتاريخا واجتماعيا وعرقيا ودينيا ومذهبيا , كما ان لهما تفوق على منطقتنا في كل شيئ , خصوصا في المعلوماتية والاعلام والاستخبارات . وهذا الامر منحهما القدرة على تحريك العديد من الملفات والكثير من الجماعات في المنطقة , و دون شرط العلم دائما لمن يحرّكون بانهم يحركان منهما او من احدهما ولخدمة اهدافهما ولو بالتشارك مع بعض اهداف من يقومان بتحريكهم .
على ذلك يمكن الخروج بقناعة ان الكيان العدو كان يعوّل في تحقيق اهدافه في سورية على المسلحين , معتمدا في ذلك على تدخل استخباراتي مباشر منه وغير معلن , وبالطبع معتمدا بالدرجة الاولى على المسّك القوي بكل تفاصيل ملف المسلحين في سورية من قبل الولايات المتحدة , البلد الحليف والملتزم بأمن هذا الكيان .
عامان وشارفنا على ان تكون ثلاثة اعوام من الاحداث في سورية والكيان العدو يقف عند اعتماده على المسلحين لتحقيق اهدافه , ولم يتدخل مباشرة وعلنا في الاحداث الا في الفترة الاخيرة .وعلى الواقع لم يكن هناك مانع يمنعه من التدخل وزال هذا المانع في الفترة الاخيرة . فقدرته العسكرية هي ذاتها , والموقف الداعم امريكيا واوروبيا والصامت او الفاتر عربيا سيكوّنا ذاتيهما في اي وقت , والتخوف من ردود افعال محور المقاومة تجاه تدخله أيضا لازال هو ذاته . اذا فلماذا لم يتدخل مباشرة الا الان ؟! .
ما ضربه الكيان العدو في سورية هي اهداف ذات دلالة , فما ضربه في كل مرة هي مراكز علمية وبحثية عسكرية وبينها مدنية , وهذه الاهداف بطبيعتها لا يقوي ضربها المسلحين ولا يضعف النظام السوري في مواجهتهم , بل على العكس هو امر يضعف المسلحين باعتبار ان إظهار فرحهم بهذه الضربات سبب حالة من النقد والامتعاض والرفض من الكثير ممن يتعاطفون معهم . وعلى ذلك لم يكن لضربات الكيان العدو في سورية اي بعد يتعلق بمعارك المسلحين مع النظام في سورية .
في الفترة الاخيرة من اصطفوا سياسيا وعسكريا في مواجهة النظام السوري اختلفوا , وخرجت خلافاتهم الى العلن . فقد المسلحون الكثير من الشعبية التي كانوا قد تحصّلوا عليها تحت شعار \" ثورة \" , وتنامت الحركات المعارضة لما يقومون به في سورية والمؤيدة للجيش السوري بشكل ملحوظ . تراجع المسلحون في ادائهم على الارض بشكل ملحوظ , وتمكن الجيش السوري من الحسم والسيطرة بشكل كبير في اكثر من مكان . استنفذ الكثير والكثير من الاموال واصبح تمويل المسلحين مثقلا لمن يقومون بذلك وبشكل جدي . واخيرا ارتفع صوت الحوار واصبح ضاغطا على الجميع بمن فيهم الولايات المتحدة حليف الكيان العدو والملتزم بأمنه .
اصبح المسلحون في اسوء حال لهم في مواجهة الجيش السوري منذ بداية الاحداث , ولم يعد من الممكن الاستمرار في تحقيق الاهداف المطلوبة للكيان العدو عن طريقهم , بينما لازال هناك من الاهداف ما يجب تحقيقه وهو ضرب مواقع الابحاث ومراكز العلوم في سورية التي تساهم في تطوير القدرات العسكرية لمحور المقاومة , والتي لم يتمكن المسلحون من ضربها ضمن \" ثورتهم \" على النظام . وكان لابد من ان يتدخل الكيان العدو مباشرة لضربها بنفسه , قبل ان ينحسر المسلحون في سورية ويصبح ضربها امرا اكثر تعقيدا واكثر مجازفة , وهي مجازفة قد تصل الى تهديد الكيان العدو برمته اذا جاوزت سورية ازمتها الحالية .
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |