الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١١ مساءً

الاولى والشارع تدفعان ضريبة الحقيقة

عبدالوهاب الشرفي
الخميس ، ٢١ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
بمساء الامس قام ملثمان بالاعتداء على مقر صحيفتي الاولى والشارع , صبا وقودا على ارشيف المرتجع واوقدا النار فيه , وعرضا حياة اكثر من ستين فردا في المبنى لخطر الاحتراق او الاختناق .

الاولى والشارع صحيفتان متميزتان وموقعهما هو في الصف الاول بين الصحف في البلد , ما يقومان به هو نقل الحقيقة للناس حتى لا يحترقوا او يختنقوا بالنيران التي يوقدها العابثون في البلد .

مجموعة من الشباب المتميز والممتهن والمثقف والودود هم اولئك الذي استهدفتهم ايادي الغدر مساء الامس , مجموعة تقوم بعملها بمهنية عالية وباحترافية متميزة وهذا هو ذنبهما المستمر , فليست اول مره يتم التعرض لهم بالمضايقات والتهديدات و " الجرجرة " للمحاكم " عمّال على بطال " .

ليس غريبا ان تصبح الحقيقة ذنبا للأولى والشارع لدى المستبدين والعابثين والفاسدين , بل هي شهادة لهما بانهما يزعجان هولاء , وما يتعرضان له ويتعرض له طاقميهما هو ضريبة الحقيقة و ثمن الحق , واثق انهم يتحملونها برضى وبثقة وبتحدي , ولن تخيفهم ولن تهز لهم شعره في رأس , وسيستمرون على ذات درب الاعلام الهادف والممتهن والغيور على بلده ومجتمعه .

الجبناء هم من يلجئون لردود الفعل في الظلام , وهم من يتصرفون دون ان يسفروا عن وجوههم , والامر بسيط وهو انهم يعرفون انهم مخطئون , وان عملهم هذا ليس فقط اجراميا ولكنه حتى مخجل وجبان . هم يعرفون تماما ان ما يقومون به هو محاولة اسكات صوت الحقيقة كي يضمنوا ان تمر جرائمهم وعبثهم وفسادهم بصمت , ولكن ذلك لن يتم لهم وستضل الاولى والشارع عقبه كأداء امامهم وامام مشاريعهم الضيقة .

على اجهزة الامن ان تقوم بمسئولياتها تجاه ما تعرضت له صحيفتي الاولى والشارع , بدأ من تعقب الجناة وايصالهم للعدالة , ومرورا بتعويض الصحيفتين وطاقميهما عن الاضرار التي لحقتهم , ووصولا الى تأمينهم مستقبلا , وعلى فخامة رئيس الجمهورية ان يوجه بذلك بشكل سريع وحازم وان يتابعه حتى يتم تنفيذه .

على الجميع في البلد من غير " العتاولة " ان يتضامنوا مع الصحيفتين , وان يدينوا ما تعرضتا له بشده , فاستهداف الاولى والشارع استهدف لكل قلم شريف , ولكل صحفي حر , ولكل مؤسسة اعلامية وصحفية , ولكل مطالب بنظام وقانون , ولكل مطالب بدولة مدنية , ولكل من يسعى ليمن الحريات والديمقراطية . استهداف الاولى والشارع استهداف للوطن وللمجتمع ولحاضرنا ومستقبلنا .

حمدا لله على سلامتكم ايه الرائعون في الاولى والشارع , ولا اراكم الله مكروها , و لا نامت اعين الجبناء , ولن تفلح خفافيش الظلام .