الاثنين ، ٢٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً

لجان الوساطات..للتهدئة ام للفتنة..؟!

عاصم السادة
الجمعة ، ٠١ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
الغريب في لجان الوساطات المرسلة والمكلفة بحل الخلافات وفصلها انها تصبح جزء من المشكلة الواقعه اياً كانت بل وتزيدها تعقيداً الامر الذي يصعب تفكيك عقدها ولو بعد حين ..والاهم من ذلك ان اللجان الوساطة تأخذ موضوع النزاعات الحادثة والمعينة بحلها من زاوية ذاتية استغلالية واستثمارية وانتهازية لاطالة المشكلة بحيث انها تدرعليهم بالفائدة المادية التي يحصلون عليها أكان من الدولة او من الاطراف المتصارعة ..وبالتالي فان ضحايا الاحتراب والاقتتال بين طائفتين ترتفع نسبتها بعد مجيئ تلك الوساطات مقارنة بما قبل ..وهذا ناتج عن الاختيار الرئاسي غير الموفق لتلك اللجان المصلحة لشؤون الخلافات..!

وهنا لا نعمم تلك الحالة على جميع اللجان الوساطات ولكن البعض منها وافعالها السلبية ملموسة ومؤثرة في قضايا المختلفين..

واتحدى ان لجنة تم تكليفها مسبقاً لفض خلافات ونزعات في محافظات الجمهورية قد نجحت في تحقيق السلام والوئام بين الفئات المتصارعة والمصالحة الابدية بينهم بقدر ما تزيد من تعميق الجرح وتوسيع الصدع وزرع فتيل الفتنة ..!!

واذا كان هناك صلح توصلت اليه اللجان المصلحة بين تلك الاطراف فهي اما تهدئة وقتية او هدنة مشروطة لا يستطيع اياً من الاطراف الالتزام بنقاطها او الزامها كدولة بها..!!

ان ما يجري اليوم في اليمن امر غير طبيعي حيث انها تنجر الى مربع خطير وكارثي بل وتقسيم وتفتيت للمجتمع على اسس مذهبية وطائفية وجهوية ومشيخية تعمل على تغذيتها جهات خارجية بأدوات داخلية ليس لديها ادنى مشروع وطني سوى اذكاء الفتن ..ومع ذلك تدرك كافة القوى السياسية وتقليدية هذا الامر ولكنها تلزم الصمت خوفاً ان يخسروا حلفائهم الخارجيين الممولين لهم وذلك على حساب الدم اليمني ..!

فالدم اليمني بات رخيصاً ومضرجاً على قوارع الطريق في عموم اليمن ولاسيما صعدة وتعز واب وصنعاء في حين ان الدولة تكتفي ببيانات النعي والمواساة لاسر الضحايا ضباط وجنود ومواطنين ابرياء وكأنها جاءت لهكذا مهمة فقط وما دون ذلك فعلى كل يمني ان يحمي نفسه ويأخذ حقه بيده والدولة ستترحم عليهم وتذكر مناقبهم وسيرتهم الوطنية التي ناضلوا من اجل هذا الوطن..!!

المهم الوضع خطير ولا يحتمل اللامبالاة لما يجري من سفك للدماء فلجان الوساطات لابد ما يتبعها فريق رقابي سواء قضائي او قانوني او حقوقي لمساعدة ومتابعة مجرى القضايا والمشكلات التي ستوكل لها المهام للفصل فيها دون مساومات او تفاوضات مشبوهه وكذا عصبيات حزبية ومذهبية ومناطقية لا تخدم مصلحة البلد..!