الجمعة ، ٠١ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٢ صباحاً

هموم اللحظات الأخيرة

عباس الضالعي
الخميس ، ١٢ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
لا شك ان اليمنيين يعيشون لحظات هدوء ما قبل العاصفة وبمعنى اخر لحظات الترقب للنتائج التي سيعلنها مؤتمر الحوار الوطني بعد فترة من التعبئة الاعلامية بأن حل مشاكل اليمن رهينة قرارات مؤتمر الحوار.

انا لا اسجل تفاؤلي هنا او وجهة نظري بالنتائج المتوقعة لكني مع الذين يعيشون على امل اللحظة ولن اصدم بالنتيجة ان كانت على غير المتوقع قياسا بالأمل الذي تم تسويقه خلال الفترة السابقة.

الوضع اليمني الحالي تتقاسمه العواصف وتتجاذبه الصراعات والاستثناءات ومحاولة تحقيق ما يمكن تحقيقه قبل الاعلان النهائي لنتائج المؤتمر.

على مستوى الوضع الداخلي للحوار هناك سباق بين بعض الاطراف السياسية بعضها يسعى للارباك وبعضها لفرملة المؤتمر والبعض متفائل واخرون كالأطرش في الزفة.

الفصائل الجنوبية الموجودة في الحوار تحاول ركب الموجه والعودة بالوضع الى ما قبل 18 مارس 2013 يوم انطلق المؤتمر ويحاولون وضع اكبر قدر من العراقيل من اجل الحصول على اكبر قدر من الامتيازات ليس من اجل القضية ولكن من اجل المصالح السياسية لان البعض يشعر بأن لاقيمة له بعد الحوار اقصد انه لا مجال للتفاوض والاشتراطات لان مرحلة ما بعد المؤتمر ستكون لتطبيق النتائج عمليا ، طبعا هذا الكلام لا ينطبق على كل الجنوبيين وانما القابضين بزمام الامور وهم معروفين.

المؤتمر الشعبي وحلفاؤه يعيشون تحت وطأة رغبات الزعيم وتطلعات الأمين " هادي " وسيف الانقسام مطروح على رقاب قادة المؤتمر ، الانقسام وارد اذا ظل الزعيم متصلبا عند رأيه بإبعاد الرئيس هادي من المؤتمر لان المؤتمر يعيش بين زعيمين والحزب منقسم عمليا بينهما وعلى هذا الاساس يسعى الزعيم الى لخبطة الاوراق على هادي بدعم فصائل محسوية على الحراك ودعم تيارات داخل المؤتمر.

المشترك هو الاخر لم يعد بتلك الصورة ولم يعد تماسكه كما كان قبل دخوله مؤتمر الحوار وما قبل مؤتمر الحوار وهو الان يمر بعلاقة برود بسبب العوامل التي اثرت على علاقة اعضائه فيما بينهم بسبب الموقف من الاحداث المصرية والحرب على سوريا وبعض المواد الخلافية لمشروع الدستور المنتظر
الحوثي هو الآخر يسعى للسيطرة جغرافيا على مناطق جديدة خارج الصراع القديم من خلال فتح جبهات في الرضمة وفي عمران وحجة لتؤهله للتفاوض وتحسين شروطه فيما بعد الحوار خاصة ان الحوثي وحسب اخر الاخبار استطاع كسب ود الجارة السعودية ووصل معها الى اتفاق وهذا عامل جديد سيترتب عليه تغييرات سياسية كثيرة.

الحراك المسلح ايضا يتصارع فيما بينه من خلال بعض الفصائل التي تدعي رفضها للحوار ونتائجه وتسعى هذه الفصائل الى ايجاد متغيرات جديدة على الارض لاثبات وجودهم كفاعل رئيسي في الحياة السياسية.

الحوثي والحراك لهما روابط جيدة مع رئيس المؤتمر الذي يسعى لتغيير المواقف على اكثر من جبهة وقد تلتقي هذه الاطراف الثلاثة عند فتح جبهات صراع جديدة اما هروبا من نتائج الحوار واما لخلط الاوراق لتلافي ازمات داخلية
الملحمة الاكبر حاليا هي ملحمة التمديد التي قد تكون هي المسيطرة على المشهد السياسي لكل الاطراف المحلية والاقليمية والدولية ورعاة المبادرة اليوم موزعة مواقفهم بين الاطراف المحلية سعيا منهم لاعادة صياغة جديدة لبعض بنود المبادرة وخاصة فيما يتعلق بالفترة الانتقالية وما يتعلق بتمديد الفترة الرئاسية لهادي.

بعض الاطراف المحلية يرى في التمديد فرصة لتحقيق مكاسب جديدة والبعض ينظر اليها كفرصة للضغط على هادي ورعاة المبادرة لتمرير مالم يستطيع تمريره في مؤتمر الحوار
كل شيئ مرهون بالتمديد ونتائج الحوار بينما الوضع المعيشي والاقتصادي والامني في تدهور مستمر وكل المعالجات عبارة عن وعود لما بعد الحوار.