الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٢ مساءً

ماذا قدمت شركة يمن موبايل للمجتمع ؟

عبد الرحمن البخيتي
الاربعاء ، ١١ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٤٠ مساءً
إن هذه الشركة تغرد خارج سرب الاتصالات في اليمن والشرق الأوسط والعالم ، فهي تعمل بنظام لا تعمل به الشركة المصنعة له ، ولكن شركتنا الموقرة تصر أنها تعمل بتقنية الجيل ( الثالث ) كذبة لكثر ما رددتها شركة يمن موبايل صدقتها وتريد منا تصديقها ، فهل يعقل ذلك ؟ .

ولمن لا يعلم نقول له أن نظام ( سي دي ام ايه ) نظام أمريكي محتكر وغير معمول به إلا في نطاق ضيق ومحدود في العالم ، لان العالم يتعامل مع النظام الأكثر رواجا ونجاحا في العالم وهو نظام جي ا س ام حيث بلغ عدد مشتركيه في العالم عام 2013 م 3.2 بليون مشترك أي نصف سكان الكرة الأرضية حسب تقرير نشرته مؤسسة الاتحاد الدولي لشركات الهواتف الخليويه ( جي أس أم ) وتتوقع ارتفاع الرقم إلى 4 بلايين مشترك عام 2018م وبلغ إجمالي ايرادتها حوالي 1.6 تريليون دولار أي 2.2 في المائة من إجمالي الناتج العالمي. هذا بالنسبة لنظام الجي ا س ام فماذا عن نظام شركة يمن موبايل هذا النظام المصنوع في الصين الذي بدا العد التنازلي لنهايته في اليمن لعده أسباب أهمها سيطرة الكادر الإداري المتخلف الذي جعل من هذه الشركة وكأنها وزارة لشئون القبائل تدار بالبركة وبمبدأ ما بدأ بدينا عليه سوى في الجانب الفني أو الجانب الدعائي والتسويقي ناهيك عن بقية الجوانب الأخرى ، كما لا توجد معلومات كافية عن النظام المشغل لهذه الشركة حتى بالبحث في الانترنت ولكننا نستطيع القول انه نظام اتصالات قامت بتطويره شركة (كوالكوم) الأمريكية ويستخدم هذا النظام في أمريكا فقط طبعا بجانب النظام الأكثر شهرة وتطورا اما اروبا فلا تتعامل مع نظام يمن موبايل وكانت اليمن أول دولة في أسيا والشرق الأوسط استخداما لنظام (السي دي ام ايه) في خطوة تثير الريبة والحيرة والشك في آن واحد .

ورغم الأرباح المهولة التي تجنيها يمن موبايل إلا أن بنيتها التحتية كما هي منذ افتتاحها إلا ما تم استبداله من محطات لعدم موأمتها للعمل وقد غيرت وبدلت شركة يمن موبايل الكثير من تقنياتها وبرامجها لتستطيع مسايرة حركة الاتصالات في اليمن وستظل تغير وتبدل أجهزتها حتى تصل إلى تغيير النظام بكامله ، واذكر القاري الكريم بما عاناه خلال شهر أغسطس الماضي عندما زعمت يمن موبايل أنها تقوم بتحديث السنترالات وسببت إرباكا شديدا للمشتركين من ناحية توفر الاتصال أو خدمات البيع والتسديد وعانى الكثير من المواطنين من ضياع كروت التعبئة وعدم استفادتهم منها لان النظام لم يقبلها . ناهيك عن المشاكل الدائمة وتداخل المكالمات وتقطع الصوت وضعف التغطية حتى داخل العاصمة بسبب عدم توسيع محطات البث بما يناسب زيادة المشتركين وتدني أعمال الصيانة ومن أراد التأكد من ذلك ما عليه إلا زيارة موقع مشترك فيه محطات يمن موبايل ومحطات شركات الجي ا س ام وسيلاحظ الفرق بينهما من جميع النواحي .

وبالرغم من استخدام واحتكار شركة يمن موبايل لكل التسهيلات المقدمة لها من قبل مؤسسة الاتصالات الحكومية مثل تخفيض تعرفت المكالمات مع الهاتف الثابت وإيجار القنوات واستخدام سنترالات الهاتف الثابت ومواقع مؤسسة الاتصالات وأبراجها ومكاتب تحصيلها وحتى خدمات الصيانة وغيرها أحيانا رغم كل ذلك لم نشاهد ولم نسمع أن شركة يمن مويايل قد قدمت خدمات للمجتمع أو ساعدت على تنمية بعض جوانبه في مجال التعليم والثقافة والسياحة والعمل الخيري وغيرها من الأعمال التي مجتمعنا بأمس الحاجة لها.

فهل سمع أحدكم أن شركة يمن موبايل قامت بتوفير كراسي لمدرسة مثلا أو توفير أجهزة كمبيوتر لمؤسسة اجتماعية خيرية أو دعمت طلاب جامعة حكومية أو تبنت مصاريف تعليم احد الطلاب العاجزين أو قامت بعلاج مريض في الخارج على نفقتها الخاصة ، لم نسمع ولم نشاهد ذلك مع أن ذلك من صميم واجباتها نحو المجتمع ومنصوص عليه في القانون ومذكور في أوراق تأسيسها ، إن شركة يمن موبايل شركة احتكارية ربحية اعُفيت من الضرائب زمنا طويلا ولم تقدم للشعب خدمة مقابل ما تحصل عليه من تسهيلات .

اكتب هذا الكلام بعد أن عايشت بعض أساليبها في التعاملات وسأذكر للقاري الكريم نموذجين من هذه المعاملات مقارنة بين شركة يمن موبايل وشركة (جي اس ام ) تعمل في اليمن، المحاولة الأولى قدمت كشف بأسماء ستة طلاب من خريجي جامعة صنعاء كلية الهندسة تخصص اتصالات المطلوب من (يمن موبايل والشركة الأخرى ) تدريب الطلاب عمليا وتعريفهم بأنظمة الاتصالات فيهما وهو عمل الشركتان ملزمتان به نحو طلاب الجامعات فماذا كان الرد من الشركتان يمن موبايل على الطلاب الانتظار حتى إقرار الخطة في الشركة في اجل غير معلوم الشركة الأخرى (الجي اس ام ) جاء الرد على الفور على الطلاب الحضور اليوم التالي للبدء في التدريب .

هذه التجربة الأولى التجربة الثانية مع نفس الشركتين المطلوب رعاية أو دعم حفل تخرج دفعة من خريجي كلية الهندسة جامعة صنعاء الرد من شركة يمن موبايل لا توجد لديهم ميزانية لدعم تخرج الطلاب وجاء الرد من شركة (الجي اس ام ) أنها تريد أن تكون الراعي الماسي للحفل أي تتكفل بتحمل 50% من تكاليف حفل التخرج ، فما رأي الشعب في شركة تقول أنها مملوكة للشعب وهي ترفض تقديم دعم بمبلغ لا يساوي قيمة مشروبات اصغر اجتماع لمجلس إدارتها الذين يستلمون حوافزهم بالدولار ولا تتوقف رحلاتهم الخارجية بدعوات من جميع الشركات الصينية الكريمة بالطبع في كرم الضيافة ومصاريف الجيب والهدايا وغيرها .

لم تنتهي حكايتي عن شركة يمن موبايل عند هذا الحد بل هناك عجايب كثيرة تبدأ برسائل الاتكيت ولا تنتهي بالرسائل الإخبارية وتمر على الأرقام المجانية إلى جانب أعمال برمجة أجهزة الهاتف ( الداتا بيز ) ولن ننسى الحديث عن بعض موظفيها وعلاقتهم بالجهات الأمنية وكيف تم توظيفهم ولحساب من يعملون ناهيك عن سرية الاتصالات وتأمينها انه حديث شيق ولكنه بحاجة لمساحة أخرى ووقت آخر .....