ما يقوم به الحوثي من اعمال استفزازية في دماج وبعض مديريات صعده وعمران هو انتهاك لقواعد العمل السياسي الذي انضم اليه من خلال مشاركته في الحكومة ووجوده في مؤتمر الحوار بنسبة اكبر من حجمه على الواقع.
هذه التصرفات العسكرية وممارسة الانتهاكات ضد المواطنين الذين يختلفون معه في الرأي ويعاقبهم بالقتل او التشريد او السجن اصبحت تصرفات غير مقبولة وغير لائقة ، وكان على الإخوة في حركة أنصار الله ان يقدموا نموذجا ايجابيا للتعامل والتعايش وممارسة العمل السياسي.
لم يعود مقبولا في هذا العصر التصرف بآليات قديمة ومستنسخة ومقلدة ، العصر بحاجة الى التعاطي مع التطورات السياسية والحقوقية لتقديم صورة ايجابية للتعايش الإنساني على أسس تتوافق والخصوصية اليمنية.
وجود حركة انصار الله في مؤتمر الحوار والحكومة وان كانت بصورة غير مباشرة ووجودها كمساهم وطني في الأحداث يتقاطع مع تلك التصرفات التي يقوم بها أنصار الله في دماج والرضمة وعمران.
الوضع الذي وصل اليه الحوثيين كان غير متوقع ولولا الثورة الشبابية الشعبية لما استطاع تحقيق هذه المكاسب التي تحققت له وتحول من جماعة مضطهدة ومقهورة من قبل سلطات علي صالح.
القهر والاضطهاد والتهجير والتشرد الذي تعرض له الحوثيين يجب ان يكون درسا أخلاقيا إمامهم وان يقفوا ضد هذه الممارسات ومع هذا للأسف يقوم الحوثيين بممارسة الاضطهاد والقهر والتشريد بحق من يعارضهم في الراي او الفكر وهذا شيء مخجل لحركة عانت من هذه الممارسات وبعد ان أفرج عنها وصارت تمارس السياسة علنا وبكل حرية ان تسعى لإعادة تلك الممارسات وبصورة أبشع من الذي مورست ضدهم.
استيعاب المرحلة ومخرجاتها ضروري وان كانت المخرجات لا تمثل التطلعات كاملة لكنها افضل من انعدامها كليا ، والحوثي لا زال أمامه فرصة لتقديم نموذج سياسي واجتماعي و يفترض انه استوعب كل السلبيات الموجودة عند بعض التيارات وهذه فرصة لتقديم انفسهم وبرنامجهم بصورة بفترض انها خالية من الشوائب.
من حقه اعتناق المذهب الذي يراه مناسبا ومن حقه مناصرة بشار وحسن نصرالله وعلي صالح واي طرف يراه مناسبا لمناصرته ومن حقه معاداة امريكا والغرب والشرق وحتى كوكب المشتري وزحل وليس من حقه نقل واستنساخ ممارسة من يناصرهم لتطبيقها على ارض اليمن وان يمارس محاكاة الأنظمة والتيارات التي يناصرها.
التعبئة الخاطئة لتعميق الفكرة المذهبية معتمدا على ممارسة القوة والإكراه هو اسلوب خاطئ ويجب على الإخوة الحوثيين التخلي عنه واستبداله بأساليب يغلب عليها احترام الآخر حتى وان كان الآخر يتعامل بنوع من الاستفزاز ، بمقدور الحوثيين ان يقدموا نموذجا يجبر الآخر على التعامل معهم باحترام ولو بعد حين.
عليه ان يتعامل مع الآخر على أساس حق التعايش المشترك وعلى قاعدة جارك القريب أفضل من اخوك البعيد ، فالسلفيين اقرب له من حزب الله وتجمعهم قواسم الأرض والعيش والمشترك وروابط الدم والقرابة وهم وغيرهم في اليمن احق من غيرهم للتعامل معهم بإحترام متبادل وعلى الحوثي ان يكون حذرا وان لا ينزلق نحو التطرف وعليه ان يفهم المثل الشعبي المعروف في اليمن ( من أشار عليك بالقتل لم يشاركك في الدية ) وبعبارة اوضح خليكم مثل روسيا تعترض في كل مرة داخل مجلس الأمن أثناء مناقشة قضايا تخص بعض الدول العربية وخاصة القضايا المتعلقة بإستخراج قرار أممي للقيام بعمل عسكري او حظر دولي وفي اللحظة الحاسمة تتخلى عن موقفها وتغض بصرها وتسد اذانها وهذا ذكاء من الروس لأنهم لا يريدون اللعب بالنار ويرون ان الغرب اقرب لهم من دول لا ترتبط معها الا بشراء السلاح.
الحوثي امام فرصة تؤهله ليكون فريقا سياسيا نموذجيا لكنها ستضمحل بسبب ممارساته الانتهاكات بحق معارضيه وعليه ان يستوعب الفرصة للنجاح وان يتعامل بسياسة أكثر قبولا وان يقترب من الأسلوب الذي يقدمه الأستاذ حسن محمد زيد السياسي المحترم الذي يحافظ على امساك كل الخيوط ويحافظ على القواسم المشتركة ويدرك حدود الاختلاف والاتفاق ويفهم الابعاد الخارجية للدعم سواء فكريا او ماديا ويفهم ان الشيخ عبد المجيد الريمي اقرب له من حسن نصرالله ومرجعيات كربلاء وقم وانا فضلت ان استشهد بنموذج قريب للحوثي فكرة ومنهجا فذاك هو السياسي الذي يحترم الاخرين ويحترمونه وانه من السياسيين القلائل الذي يفهم مدى خطورة اللعب بالنار ... لان الاعتماد على القوة لمواجهة المخالفين للحوثي والقيام بممارسات عنفية بحق السلفيين والمواطنين الرافضين لفكرة الحوثي هو بمثابة اللعب بالنار او هو اللعب بالنار ..
ودمتم،،