"لا يستقيم الحال في دول الربيع العربي الا بثورة ربيع عربي في دول الخليج" هذه التغريدة نشرتها على تويتر وفيس بوك تعبيرا عن الالم الذي انعكس على شعوب العرب نتيجة مواقف دول الخليج الداعمه للانقلاب في مصر والدعم الذي يقدم خاصة من السعودية ودولة الامارات والكويت للثورات المضادة لاجهاض ثورات الربيع العربي.
ما لفت انتباهي هو رسالة على الخاص من احد الاصدقاء في ارض الحرمين يشكوا عدم قدرته على التعليق على التغريدة لان التغريدة مذكور فيها ثورة وقال في رسالته ان الامن متابع هذه المواضيع وان هناك وحدة خاصة لمتابعة المواضيع التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي وقال ان كلمة " ثورة " تقلق السلطات السعودية بكاملها.
عجبا لكم ياحكام الخليج اصبحتم تتابعون المواطنين وتلاحقونهم عن التعبير بآرائهم وتتابعون مواقع التواصل الاجتماعي وتدققون في الكلمات والاشخاص ، ولهذا السبب اجد ان غالبية الاسماء في مواقع التواصل الاجتماعي اسماء وهمية
ما دام وهذه الكلمة " ثورة " تقلق سلطات الخليج وحكامها لماذا لا يقومون بمراجعة مواقفهم وسياساتهم لان الثورة لا تأتي الا من رحم المظالم والطغيان والقهر.
سياسة دول الخليج وخاصة بلاد الحرمين ودولة الامارات سياسة عدائية لحق الشعوب في التغيير وبسبب هذه المواقف نلاحظ مدى حجم الغضب والكره والسخط من حكومات السعودية والامارات والكويت والبحرين ، ولا يمكن ان تكون هذه الملايين على خطأ ومجموعة من الافراد على الصواب.
حكومات الخليج الكل غاضب منها ومكروهه الى درجة كرهنا بالاعداء الحقيقيين ولا فرق بين عداوة العدو سواء كان اسرائيلي او غربي او شرقي وبين ما يقوم به حكام دول الخليج الذين اصبحوا يقفون مع كل خطوة تستعدي شعوب العرب والمسلمين وحتى الاسلام ذاته.
ودول الخليج مع اسرائيل ضد حماس ومع اسرائيل ضد حزب الله ومع اسرائيل ضد الاخوان ومع كل من تكرهه اسرائيل ولهذا لا نجد ما هو العداء الموجود بين اسرائيل وبين حكومات هذه الدول
كنت استبعد – ولا زلت في حيرة من امري - تلك المصادر التي تشير الى ان هناك علاقة لعائلة من العائلات الخليجية الحاكمة بالاصول اليهودية وكنت ارفض هذا المصدر واعتبره تدليسا مغرضا لكن عندما اقارن السياسات والمواقف لتلك العائلة الحاكمة اجد انهم ينطلقون من هذا الاساس وان عدائهم لكل ما هو اسلامي حقيقي يثبت صحة هذه المصادر رغم ان هذه العائلة تضفي على نفسها وعلى سياساتها صيغة اسلامية لكن من النوع الذي يتماشى معها ولا يتصادم مع رغباتها
الثورة اصبحت مطلبا شعبيا ووطنيا وقوميا ملحا لتحرير بعض دول الخليج من هذا الكبت ومن هذا الكهنوت الذي يستعبد الناس ويحولهم الى مجرد قطيع من الماشية " الحلال " اذا اطاعوا وشياطين اذا عبروا عن رغباتهم وطالبوا بحقوقهم
وكما تقول بعض الحكم الفلسفية ان (الحرية أحد أعمق وأنبل مطامح الروح البشرية) وان (الأمل هو دليل الحياة والطريق إلى الحرية ) وان (الحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حرّاً أو لا يكون ) وحقيقة انه (لا وجود لوطن حر الا بمواطنين احرار) .
وخوف حكام الخليج من الثورة ومقاومتهم لها خارج اوطانهم دليل على وجود بركانها الغاضب وما يفصل بين الثورة واندلاع شرارتها الا مجرد وقت ولكن ليس طويلا وان المليارات التي تنفقها دول الخليج على فلول الانظمة التي خلعتها ثورات الربيع العربي تعبر عن الصورة الحقيقة لوجود الثورة الخليجية في مهدها وبينها وبين الانطلاق لحظااات !!!
لا بد لشمس الامل ان تشرق من جديد ولا بد للظلم ان ينكسر ، ولا ننسى ان حكام الخليج وضعوا الشعوب امام معادلة ان لا استقرار لشعوب العرب وحاصة شعوب الربيع العربي الا بثورة شعبية في الخليج.