دعوة الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وحاكم مصر الحقيقي للنزول يوم الجمعة للتظاهر لتفويضه للقضاء على الإرهاب هي دعوة تخلو من أي حكمة سياسية وانها بداية لحرب اهلية بين المصريين.
الإرهاب الذي يريد السيسي القضاء عليه هو الشعب المصري او غالبية منه تخرج للشوارع للمطالبة بإحترام ارادتها والحفاظ على حقوقها في ممارسة السلطة.
جنون السياسة تبلغ ذروتها حين يمارسها العسكر ، ودعوة السيسي لمنحه تفويض تعتبر خطوة بالغة التطرف وبداية لانزلاق مصر نحو المجهول.
السيسي ومن معه من الانقلابيين يتهمون الشعب بالإرهاب نزولا عند رغبة خارجية هدفها تدمير مصر والقضاء على مكانتها الاقليمية والدولية.
في أول خطاب للسيسي في 30 يونيو الذي أمهل الفرقاء السياسيين 48ساعة تبادر الى ذهني ان الرجل يسعى للحفاظ على مصر من الانزلاق وانه قد يقوم بإجراء لا يغلب فيه احد الا انه في خطابه في 3 يوليو اعلن الانقلاب ومكن طرف سياسي على طرف اخر شرعي واختطف الرئيس المدني المنتخب وبهذا الاعلان ثبت ان الجيش ليس على الحياد وان السيسي دفعه لممارسة السياسة من الباب الخطأ.
التفجيرات والانفلات الامني كلها تحمل طابع استخباري الهدف منها ادانة الطرف الآخر (الاخوان المسلمين وقوى الشرعية ) من اجل سلبهم حريتهم وتحويلهم الى جماعات تمارس انشطة خارج القانون.
السيسي ومن معه يتصرفون بتهور شديد ويسوقون مصر الى المجهول ، ومثلما كانت التغني بالديمقراطية من قبل بعض النخب وسقط زيفها بدعمهم الانقلاب على الديمقراطية تأتي القوات المسلحة الذي يسعى السيسي للقضاء على هيبته وحياديته بحماية الشعب المصري.
مصر اليوم وبعد دعوة السيسي لمنحه تفويض للقضاء على الشعب الذي يتخيل انه ارهابي امام مفترق طرق وانه بات اقرب الى الحرب الأهلية ولسحب البساط على المتطرفين في القوات المسلحة يتوجب على قادة الاحزاب والمؤسسات المدنية والدينية ان يرفضوا هذه الدعوة وان يتنبهوا لخطورتها وآثارها على المستوى القريب والبعيد.
وعلى قادة الجيش ان يقوموا بمبادرة لاصلاح الخلل وسحب بساط التطرف الذي يقوده الجنرال السيسي حفاظا على جيش مصر ومكانته وعلى مصر ومكانتها.
من حق الإخوان وحلفائهم الدفاع والمطالبة عن شرعيتهم المسلوبة بالقوة العسكرية ما زال مطالبهم سلمية وليس من حق الجيش والمؤسسات الحاكمة منعهم او الدفع بهم الى ممارسة العنف خارج الأطر السليمة والأطر القانونية
السيسي اظهر انه الحاكم الفعلي لمصر وان الرئيس عبارة عن " طرطور " فعلا وان الحكومة عبارة عن عكاز يستخدمه السيسي لتمرير ما يريد.
الشعب اليوم في نظر السيسي ارهابي ويريد القضاء عليه هذا هو إعلان حرب أهلية واعلان تنفيذ خطة إبادة بحق الإخوان وحلفائهم وأنصارهم.
اللهم أحفظ مصر من كل مكروه ،،